قتل مسلحون إسلاميون خمسة من القوات الحكومية في مكمن خارج العاصمة الصومالية أمس السبت في إطار أعمال العنف المستمرة منذ أيام والتي تلقي بظلالها على محادثات سلام نادرة. وقتل أكثر من 35 شخصاً منذ يوم الخميس في اشتباكات بين المتمردين والقوات الصومالية والإثيوبية المتحالفة معها والتي اندلعت بعد أسبوع من مقتل زعيم للمتشددين في ضربة جوية أميركية. وقال سكان إن المتمردين استهدفوا القوات الحكومية في منطقة يقبرويني وهي بلدة صغيرة غرب العاصمة واشتبكوا أيضاً مع القوات الصومالية في بلدة توفيق شمال المدينة. وقال شاهد يدعى علي ديري ل"رويترز"هاتفياً من يقبرويني:"فتح الإسلاميون النار على قوات الحكومة في اثناء مرورها في المكان نفسه الذي نصب فيه مكمن للقوات الإثيوبية قبل يومين". وأضاف الشاهد:"قتل خمسة جنود فوراً. هرب سائق سيارة نقل صغيرة ومعه جريحان اثنان. استولى المسلحون على السيارتين المتبقيتين". وأدرجت واشنطن ميليشيا"حركة الشباب المجاهدين"في الصومال على قائمة المنظمات الارهابية وتقول إن لها صلة وطيدة بتنظيم"القاعدة". وفي بلدة توفيق قال مواطنون إن المتمردين هاجموا القوات الإثيوبية التي تدعم الحكومة الصومالية الموقتة في الصومال. وقال ساكن يدعى ابي عيسى:"رأيت مركبة عسكرية إثيوبية تحترق وثلاث جثث تبدو أنها لمسلحين على مسافة قريبة بعد توقف القتال". وأضاف:"الحمد لله انه تم اجلاء معظم الناس من هذه المنطقة بالفعل". وأثار تصاعد العنف المزيد من الشكوك في شأن إمكان نجاح محادثات السلام الأولية التي توسطت في عقدها الأممالمتحدة والتي كان من المقرر ان تبدأ أمس السبت في جيبوتي لكنها ارجئت"يوماً او يومين". والمتشددون الذين ينصبون مكامن يومية ويضعون قنابل على جوانب الطرق، هم فلول الحركة الاسلامية التي اطاحت بها الحكومة والقوات الإثيوبية الحليفة في بداية العام الماضي. وانتقل زعماء تلك المجموعة ومنتقدون آخرون للرئيس عبدالله يوسف منذ ذلك الحين إلى اريتريا العدو اللدود لإثيوبيا وشكلوا التحالف من أجل اعادة تحرير الصومال. ورفضوا مراراً الاجتماع مع مسؤولين من الحكومة إلى أن تغادر القوات الاثيوبية الأراضي الصومالية. لكن في الشهر الماضي تخلوا عن هذا المطلب ووافقوا على ارسال مندوبين إلى جيبوتي. وفي جيبوتي ا ف ب، أفاد مصدر في الأممالمتحدة أن الاجتماع المغلق الذي كان مقرراً أمس السبت بين ممثلي الحكومة الصومالية والمعارضة التي يهيمن عليها الاسلاميون، أرجئ الى"يومين أو ثلاثة". وأعلنت سوزانا برايس الناطقة باسم الموفد الخاص للامم المتحدة في الصومال احمد ولد عبدالله لوكالة"فرانس برس"أن المبعوث"يجري محادثات منفصلة مع الأطراف وأن بعض المندوبين وصل متأخراً مساء الجمعة الى جيبوتي. وان مراسم الافتتاح ستتم بعد يوم أو يومين". وأعرب ولد عبدالله عن"تفاؤله"، مؤكداً أن"الصوماليين المتواجدين في جيبوتي ملتزمون تماماً السلام والمصالحة وما فيه خير الصومال". وقال إن المشاركة في وفدي الحكومة الانتقالية والمعارضة المنفية في أسمرا يقتصر على سبعة أشخاص وإنهم سيبحثون في جلسة مغلقة"من دون تدخل خارجي"ومن دون حضور ممثلي المجتمع الدولي باستثناء حفل الافتتاح. ولم تحدد مدة المؤتمر لكن مصدراً قريباً من المنظمين تحدث عن اسبوع كحد أقصى. وقال مبعوث الأممالمتحدة إن"صنع السلام يتم بين أعداء وليس بين اصدقاء".