زار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت حيث معقل عشائر موالية للرئيس العراقي السابق صدام حسين في محاولة للالتفاف على المقاطعة السنية لحكومته ولإقناع بعض رموز المنطقة بتولي وزارات خدمية تساعد في اعادة تنميتها. وافاد بيان حكومي ان المالكي"أكد خلال زيارته الى محافظة صلاح الدين واجتماعه مع المحافظ وقادة الامن وعدد من شيوخ العشائر وأعضاء مجلس إسناد المحافظة، الحرص على أن يكون هدف الحكومة في هذه المرحلة تحقيق المصالحة الوطنية". راجع ص 2 و3 وأضاف:"إن ما يوحدنا كعراقيين أكثر مما يفرقنا، والمرحلة الماضية التي خلفت لنا قيماً جاهلية انتهت، واليوم بدأنا نبني علاقة طيبة بيننا على أساس المساواة، وإن المستقبل أمامنا ولا نريد توريث أجيالنا المقبلة قاعدة أو ميليشيات أو خارجين عن القانون". في الوقت نفسه رجح مسؤولون في"الاتحاد الوطني الكردستاني"، بزعامة الرئيس جلال طالباني، والكتلة الصدرية في مجلس النواب ان تكون الخطوة التالية، التي ستعقب اعلان التحالف الرباعي الكردي - الشيعي اعادة النظر في التركيبة الحكومية وتشكيل حكومة جديدة من التكنوقراط. ويحتاج المضي في خيار التشكيل الحكومي الجديد، او حتى تعديل الحالي، الى توافق كبير داخل مجلس النواب من الصعب تحقيقه الا اذا تأمن اجماع للكتل الشيعية من خارج التحالف الرباعي. وقال النائب فلاح شنيشل، عضو الكتلة الصدرية في مجلس النواب ل"الحياة"ان الرئيس جلال طالباني دعا الكتلة الصدرية الى الانضمام الى التحالف الجديد. واضاف ان"الكتلة ستدرس الوثيقة وتتعرف على ما ورد فيها من بنود". واستبعد انضمام كتلته الى التحالف في هذه المرحلة مشيراً الى ان الهدف من تشكيل التحالف الرباعي ايجاد تكتل برلماني يستطيع تمرير القوانين المطلوبة في مجلس النواب وايجاد حكومة غالبية من شأنها ان تُخرج الحكومة الحالية من أزمتها. وقال شنيشل ان"الوثيقة تضم بنودا، بعضها دستوري مختلف عليه مع الكتل الباقية". وأكد النائب عبدالكريم السامرائي عضو"الحزب الاسلامي"أن حزبه يعتقد بأن المشكلة الحقيقية في العراق تتمثل في احتكار رئيس الوزراء للسلطة، وفي ضعف الحكومة في أداء برنامجها السياسي. وشدد بيان أصدرته"جبهة التوافق"في بغداد امس على أن الجبهة لا ترى جدوى من التفاوض مع التحالف الرباعي"لأنه يستند إلى تحالفات قديمة كانت قائمة قبل تغيير النظام". وقال:"كان من الأولى أن لا يعلن التحالف إلا بعد إقناع قيادات سياسية فاعلة وأطراف أخرى يمكن بمشاركتها كسر الجمود وإقناع مقاطعي العملية السياسية بجدوى تغيير مواقفهم أو على الأقل تبني مواقف أكثر حياديةً وتفهماً للوضع العراقي". وأوضحت الجبهة أن"الخلل يكمن في أصل العملية السياسية التي بنيت على المحاصصة الافتراضية المتعجلة وعلى تهميش كثير من القوى السياسية المهمة في العراق وإهمال المصالحة الوطنية الحقيقية التي هي أساس النجاح للعمل السياسي الذي يهدف إلى استقرار العراق وبنائه". وحذر السفير الاميركي في العراق ريان كروكر الاميركيين من ان سحب القوات من العراق قد يفتح الطريق امام"تقدم ايراني كبير"يُهدد المصالح الاميركية في المنطقة، متهماً طهران بالسعي الى اضعاف الحكومة العراقية، حتى تتمكن"بوسيلة او بأخرى من السيطرة عليها". وفي واشنطن أعلن مساعد قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ريموند اوديرنو امس ان الوضع الامني يتحسن في العراق على رغم اعتداءات الثلثاء الماضي. وقال في مؤتمر صحافي عبر الفيديو من بغداد:"على رغم ذلك الهجوم يتحسن الوضع الامني بشكل عام عبر انحاء العراق"، مضيفاً:"نعم ما زلنا نتكبد نكسات، لكننا اجمالا نواصل بانتظام تسجيل تقدم". وخلص الى القول ان"القاعدة مضطرة الى القيام بهجماتها الكبيرة في مناطق نائية من البلاد بدلاً من العاصمة".