قال رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري:"على رغم احتكار موارد الدولة والاستكبار ورفض نداءات المشاركة لن نسمح بأن يصل لبنان الى نقطة الانكسار في علاقات ابنائه من منطلق قناعتنا بأن الحرب في لبنان انتهت الى غير رجعة". مؤكداً الاستمرار في مقاومة محاولة اعادة لبنان"فرط حساب"في لعبة الصراع والسلام في المنطقة. بري كان يتحدث في مهرجان اقيم امس في مقر الأونيسكو في الذكرى السنوية الأولى لغياب الرئيس السابق للجمهورية الياس الهراوي في حضور السيدة منى الهراوي وحشد من الشخصيات. وتحدث بري عن مزايا الراحل. وقال إنني وحيد الثالوث المتهم انه الترويكا. الوحيد الباقي الذي يقع عليه الأسى والحزن وضغط محاولة مستمرة لإعادة لبنان من عهد الدولة الذي أخذناه إليه في عهد الرئيس الهراوي الى عهد الدويلات. وحيد ثلاثي المسؤولية الوطنية الكبرى التي تمكنت من استعادة وحدة الأرض والمؤسسات والشعب وترسيخ سلام لبنان الواحد. وحيد تكاد أن تختلط الأمور علي أحياناً لولا أن دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري تضيء أمامي طريقاً يؤدي إلى وطن الحقيقة الذي اخذ ينتبه إلى الأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان. ولولا أن صوت الرئيس الهراوي يرن كما الجرس العتيق في القرية العتيقة في برية الوطن ويستدعي لأمضي قدماً إلى دولة السلام". وتابع:"نقف مسؤولين أمامه عن أمانته لنعترف أولاً أننا ما زلنا نقاوم وسنبقى نقاوم ما حيينا محاولة إعادة لبنان فرط حساب في لعبة الصراع والسلام في المنطقة وساحة لتصفية الحسابات. وفي هذا نقول إن المؤامرة كبيرة وتحاول أن تجعل من لبنان موقعاً لتحويل الأنظار عن قضايا وملفات ومسائل المنطقة على حساب دوره الإعلامي وقوة الحياة فيه، لكن على رغم قوة الضغط، فإننا وحتى هذه اللحظة السياسية منعنا التوتر من ان يبلغ حد الفتنة وإننا نأمل بكل ثقة بأننا نحافظ على ما أنجزناه في مسيرة السلام الوطني من توحيد الوطن واستعادة لدور الدولة ومؤسساتها ومن نهوض في مسيرة الإنماء والاعمار ومن تحرير للأرض وصد للعدوان وتكريس دائم لمنطق الحوار والتشاور واللقاء". وأضاف:"ثانياً إننا المؤمنون بلبنان وطناً نهائياً لكل أبنائه ونؤمن بأن لبنان الذي قام في عهد الياس الهراوي حقاً قام، هو لبنان الذي يمشي الآن طريق جلجلته ويحمل صليبه على ظهر ابنائه ليصل الى لبنان دولة السلام والقرار الواحد في وجه أي مساس بسيادته واستقراره. وثالثاً: إننا اللبنانيون المخلصون، وعلى رغم التجاوز على الدستور والقوانين وعلى رغم احتكار موارد الدولة والاستكبار ورفض نداءات المشاركة في كل ما ينتج حياة الدولة والمجتمع، لن نسمح بأن يصل لبنان إلى نقطة الانكسار في علاقات أبنائه من منطلق قناعاتنا الراسخة بأن الحرب في لبنان وفي الوطن انتهت إلى غير رجعة في زمانه، لكن الحرب التي أعلنها الياس الهراوي من اجل الوطن لم تنته بعد وهي تحتاج لأن تسلك طريقه إلى التعقل في وعي الحسابات خصوصاً واننا نمر بما سبق أن وقعنا في تجربته". ودعا بري"الجميع إلى أن يفتشوا عن لبناننا الموحد وعن الحلول لإدارته والحكم الصالح فيه في ضمائرهم لأن التسول على رصيف الأمم واستحضار المواقف وحمل حقيبة المخاوف والاضطراب إلى الخارج إلى حيث حكم على لبنان بالشك والقلق على مصيره وعلى بقائه كضرورة لبنانية وعربية وإقليمية ودولية وكنموذج لحوار الحضارات والأديان أمر يؤدي ليس إلى خسارة وصرف الوقت هذا الوقت فحسب، بل إلى حرقه واستكمال تناقص عناصر الثقة بأنفسنا وببعضنا بعضاً وبالتالي تدمير إمكانات الدولة وبناء الثقة بها". وأكد بري ثوابت الهراوي"انطلاقاً من أن الجيش الوطني الذي استعاد وحدته في عهده واثبت في كل امتحان انه يؤدي دوره بشجاعة وحزم وحكمة يجب أن يكون أولوية وطنية بدعمه في العديد والعتاد والتكنولوجيا لتمكينه من القيام بواجب الدفاع الى جانب الأمن بمواجهة الإرهاب والفوضى". السنيورة ثم بثت كلمة مصورة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وفيها:"أردت في هذه الكلمة التعبير عن التقدير الذي اكنه للراحل الكبير في الذكرى الأولى لغيابه وهو تقدير ينبع من معرفة شخصية طويلة نسبياً أفضت إلى علاقة قائمة على الود والحديث المتصل، على رغم اختلاف الآراء في بعض الأحيان والأعمال الجميلة التي قام بها الرئيس الهراوي وحفل بها عهده، وهو ذلك العهد الذي اخرج البلاد من زمن الميليشيات وادخلها في زمن الدولة. وان أنسى لا أنسى الظروف الكارثية التي بدأت خلالها رئاسته اثر الاغتيال الإجرامي للرئيس رينيه معوض. وكنت وسط تلك الظروف الصعبة وكلما قابلته بعد ذلك مع الرئيس الحريري في مجلس الوزراء يحاول التخفيف عن الحاضر بالقول: لقد تخلصنا من الفوضى، ونحن نعيد الآن بناء النظام واللبناني يتمهل في وضع الأحجار الأولى لكنه يسرع إذا اطمأن ووثق وسرعان ما يظهر البناء مكتملاً شامخاً. هكذا كان حين جرى الشروع في وضع اتفاق الطائف موضع التنفيذ، فقد التزم وأقدم ووفى على رغم انه كان يرى أحياناً أن هناك أموراً عدة تستحق النقاش". تويني وحرب وبويز ثم خاطب النائب غسان تويني الراحل، وقال:"الوطن الذي وجدته إذا به في عهد خلافتك عاد ممزقاً أوطاناً تحارب أوطاناً، والحكم الذي استرجعت صار مغتصباً والقصر الذي أعدت بناءه عاد خاوياً من رموز الوحدة والسيادة". كما تحدث النائب بطرس حرب، وقال:"نستلهم منك إيمانك حين كنت تقول أخرجوا لبنان من الألقاب والأشلاء الى لبنان المجد والعطاء، اما اليوم، فكأن البعض يصر على الأنقاض والأشلاء وكأننا لم نشبع دماء ولم نكتف بما خربناه". ثم تحدث الوزير فارس بويز، وقال:"ان التمحور لم يكن يوماً حول خيارات اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو حتى سياسية داخلية، بل تخطاها الى خيارات لبنان وتحالفاته الخارجية"، مشيداً بالإنجازات التي تحققت في عهد الرئيس الراحل.