نوّه رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان فؤاد السنيورة في كلمة ألقاها مساء أول من أمس، في الاحتفال الذي أقامته لجنة إحياء ذكرى الرئيس الراحل الياس الهراوي لتسليم جائزة باسمه الى النائب السابق غسان تويني، بما أعطاه الهراوي للبنان «الدولة والاندماج الوطني وبالمواقف الجريئة التي لا يقوى على اتخاذها إلا الرجال الرجال»، معتبراً ان الحديث عن تويني «هو حديث عن ستة عقود شارك فيها صانعاً للأحداث أو مساهماً فيها أو معلقاً عليها، فضلاً عن استشرافاته وآرائه وخياراته الثقافية والاستراتيجية والاجتماعية والإنسانية». وتوقف السنيورة عند «إسهام تويني الأساسي في إقامة صرح الصحافة اللبنانية والعربية الحرة والمحترفة والراقية، من خلال صحيفة «النهار» التي هي أكبر من وسيلة إعلام، وأكثر من مدرسة»، وعند دوره «السياسي والوطني البارز فكان وزيراً ونائباً وممثلاً للبنان في الأممالمتحدة وتميز بثلاثة أمور: الحرص على لبنان وطناً ودولةً وحريةً وصورة، والدفاع عن الدولة الحديثة ومؤسساتها، والدفاع عن شرف مهنة السياسة والعمل العام». وقال: «سمعته غير مرة يستغرب أو يتعجب ممن ينكر العمل السياسي المحترف، فالسياسة بما هي تدبير للشأن العام أشرف المهن لمن يعطيها حقها، ولمن يعي تحمل أعبائها ومسؤولياتها. وها هو في شيخوخته الرائعة ينظر إلى تاريخ طويل من الإنجازات، على المستوى السياسي، والوطني، والعربي، والدولي. وقد يغلبه الأسى أحياناً ليس لأن هذا الخيار أو ذاك ما كان صحيحاً أو موفقاً، بل لأن ما عمل له ما تحقق كله أو جله. أما السريرة النقية فلا غبار عليها، ولا تخالطها حزازات شخصية أو أحقاد». وإذ أسهب في الحديث عن «الثقافة العميقة والشاسعة لدى تويني»، وصفه ب « شيخ اللبنانيين وعمودهم الصلب في استقبال المآسي العائلية وتحملها وفلسفتها. هو أبو الشهداء، وأخو الشهداء، وجد شهداء اللبنانيين. ويستحق منا جميعاً هذه التحية».