أعلن رئيس الهيئة التنفيذية ل "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن الانتخابات الفرعية في بيروت لملء المقعد الذي شغر باستشهاد النائب وليد عيدو، وفي المتن لملء المقعد الذي شغر باستشهاد النائب والوزير بيار الجميل"قائمة لا محالة"، مشدداً على"عدم جواز أن يبقى المقعدان شاغرين لأسباب أهمها ألا يبقى هناك مردود سياسي للذي يقوم بعمليات الاغتيال". ورجّح أن"يوقف ملء المقعدين تلك الاغتيالات". واتهم جعجع سورية باغتيال عيدو، وقال:"نحن لا نريد اتهام أحد، لكن كل الأدلة والبراهين من نوعية الشخصيات التي تُغتال، وما تضمنه تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتز في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري واعتراف موقوفي تفجيري عين علق من"فتح الاسلام"التي نعرف روابطها مع الاستخبارات السورية والتحقيقات بالتوقيفات الاخيرة والتي ستعلن في اليومين المقبلين، كل ذلك يدل الى أن النظام السوري وراء اغتيال عيدو". وأوضح جعجع في مؤتمر صحافي عقده أمس أن"للاغتيال أهدافاً مباشرة كثيرة، أولها تقليص الاكثرية النيابية وبالتالي اسقاط الحكومة، وثانيها تعطيل الاستحقاق الرئاسي لأنهم يريدون الاتيان برئيس كالرئيس اميل لحود ولا يريدون رئيساً استقلالياً. وكل ذلك يأتي في سياق السعي الى اعادة الوضع في لبنان الى ما كان عليه قبل 14 آذار مارس 2005". وشدد على ضرورة مواجهة ذلك ب"خطوات عملية، لئلا نبقى في الشكليات والتعازي والأسف، من أجل اكمال المسيرة وتخفيف الخطر عن القيادات المتبقية، وأهم تلك الخطوات إجراء الانتخابات الفرعية"، مستشهداً بالمادة 41 من الدستور التي توجب الشروع باجراء انتخابات فرعية إذا شغر مقعد خلال شهرين. وقال:"إن تلك المادة من الدستور مقيدة وليست استنسابية ولا يحق لرئيس الجمهورية ألا يوقع مرسوم دعوة الناخبين، وفي تلك الحال يكون الرئيس هو الذي خالف الدستور". ودعا جعجع قوى 8 آذار الى السير بالانتخابات الفرعية و"عدم التلطي وراء رئيس الجمهورية بأنه لم يوقع المرسوم، بل على هذه القوى أن تدعو الرئيس الى توقيعه إذ بغض النظر عن الخلاف السياسي لا يجوز أن يبقى المقعدان شاغرين". وأضاف:"فريق 8 آذار مطالب بدعم اجراء انتخابات فرعية من أجل استقامة الانتظام في لبنان وبقاء المؤسسات الدستورية والحد الأدنى من الديموقراطية، وإلا فان فريقاً يحاول الإفادة من نتائج اغتيال نائب وكأنه شارك فيها، ولو بشكل غير مباشر". وأوضح جعجع أن"الظرف الحالي الذي يواجهه البلد من اشتباكات مخيم نهر البارد الى اغتيال عيدو والتفجيرات المتنقلة، يجب ألا يستمر مثلما هو، البلد مكشوف سياسياً لكن يجب ألا يستمر. هذا الوقت ليس للمقايضة السياسية، هي تصح في ظروف عادية أما عندما يموت عشرات الجنود من الجيش الذي لولاه لما بقي لبنان، فانها لا تجوز". وتابع جعجع:"بالحد الأدنى مطلوب من 8 آذار أن يرفعوا الاعتصام من ساحة رياض الصلح، وكذلك فان الوقت الحالي هو الأفضل لعودة الوزراء المستقيلين، بغض النظر عن المقايضة، نعود الى الحكومة ونواجه ولاحقاً يكملون مطالبتهم. كتلة العماد النائب ميشال عون يجب أن تضم الى الحكومة، وكذلك"الكتلة الشعبية"وحزب الطاشناق، جميعهم يجب أن يكونوا ممثلين. فنحن لم يكن لدينا اعتراض في أي يوم من الأيام على انضامهم الى الحكومة، هذا أمر مفروغ منه وهذه أبسط حقوقهم شرط ألا تربط بأمور أخرى لا علاقة لها بالمشاركة". ودعا قوى 8 آذار الى"وقفة ضمير ووقفة وطن، وإلا كأننا عائشون في بلدين لا يشعر أحد مع الآخر، وهذا منحى خطير جداً ولا يقرب اللبنانيين بعضهم الى بعض بل يعمق الخلافات". وشبه جعجع النظام السوري ب"التنين"، وقال:"سنربح معركتنا معه ونحن جاهزون للدفاع عن بلدنا ولن نسمح للتنين أن يبتعله وسنكسّر له أسنانه وأنيابه، وهي"فتح الاسلام"و"القيادة العامة"و"فتح الانتفاضة"وأدوات اخرى تقوم بالتفجيرات". وأثنى جعجع على ما يقوم به الجيش اللبناني في معركته مع"فتح الاسلام"، معتبراً أن"ذلك سيشكل خطاً فاصلاً كنا نفتقده منذ عشرات السنوات". وقال:"لو وجد في لبنان حكومة كالحكومة الحالية، وجيش كهذا لكنا وفرنا الكثير". وأضاف:"لو أعطي الثلث زائداً واحداً لقوى 8 آذار، وجاءت أحداث البارد ماذا كنا سنفعل خصوصاً أن رأي الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن البارد خط أحمر؟ بينما لو لم تدخل الدولة الى المخيم لإنهاء حال"فتح الاسلام"لكانت فقدت الكثير من وجودها". وقال جعجع:"نحن مع الوفاق، لكن هل يقدر ان يعطينا الفريق الآخر ضمانة بان الحكومة لا تسقط بالثلث زائداً واحداً؟ إذا كان كذلك بعدها نرى. الخلاف على وجود دولة أو لا من خلال التعطيل، هم استخدموا سياسة التعطيل في أكثر من موقع". وأضاف جعجع:"نحن مع تثبيت القرار 1701 في الجنوب مع دولة عدو، أما في الداخل فلا نقبل به لأن لا أعداء في الداخل بل خصوم سياسيون". وعن موضوع المراقبين الدوليين مع سورية، سأل:"ما يضير اللبنانيين وجود مراقبين دوليين على الحدود مع سورية؟ لا يضرهم في شي". وأعلن رفضه القاطع لفكرة وجود قواعد أميركية في لبنان. وأعلن جعجع أنه تبلغ ارجاء المؤتمر الذي كان مقرراً عقده في فرنسا، موضحاً أن الفرنسيين قالوا إن المؤتمر هدفه اعادة وصل ما انقطع بين الفرقاء اللبنانيين ولا توجد أجندة كبيرة وراءه.