جدّدت المنظمة الدولية للنقل الجوي "اياتا" مخاوفها من تعرض الصناعة العالمية لمصاعب مالية ضخمة في 2008، على رغم تفاؤل ببداية تحويل خسائرها إلى أرباح قدرتها أولاً ب95 بليون دولار، ثم خفضت توقعاتها الى 7.8 بليون دولار، ومرة أخرى الى 5 بلايين دولار. وأعلن مديرها العام رئيسها التنفيذي جيوفاني بيسيغناني في حديث إلى"الحياة"، على هامش الاجتماعات السنوية للمنظمة أمس في جنيف، أن هذه السنة"هي الأولى التي تحقق فيها صناعة النقل الجوي العالمية أرباحاً"، غير أنه اعتبرها"هامشية"، نظراً الى حجم أعمال هذه الصناعة الضخمة المقدر ب 470 بليون دولار. وتوقعت"اياتا"أن تواجه الصناعة، التي توظف 32 مليون شخص وتساهم بما يزيد على 3.5 تريليون دولار في الناتج المحلي العالمي، تحديات أبرزها ارتفاع تكلفة الوقود، وتراجع النمو في الدول المتقدمة خصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة، التي تستحوذ على النسبة الأكبر من حركة النقل العالمية، وتداعيات أزمة الائتمان العالمية. وعرض المسؤولون في المنظمة المستجدات، وكان أبرزها جهود خفض الانبعاثات، والتوسع في استخدام التكنولوجيا، ودعم الأمن والسلامة. ولفت بيسيغناني الى أن الحرية التجارية"لا تزال حلقة مهمة ومفقودة"، داعياً الى مزيد من"الحريات بما فيها حرية التملك". وتوقعت"اياتا"تراجع نمو عائدات النقل الجوي الى 4.7 في المئة في 2008 ، مقارنة ب 8.4 في المئة هذه السنة. فيما رجحت زيادة في عدد الركاب في السنوات الخمس المقبلة بين 600 و700 مليون راكب، يُضافون الى 2.2 بليون راكب سافروا خلال 2006 . ولفتت الى ان تراجع سعر صرف الدولار"أضر بصناعة النقل الجوي في مناطق عدة في العالم، خصوصاً أوروبا وآسيا التي تضاعفت فيها تكلفة الوقود 200 في المئة". وأكدت أن الأمن والسلامة على رأس أولوياتها، كاشفة أن 97.5 في المئة من الأعضاء طبقوا فعلاً نظامها الجديد للأمن، ليرتفع عدد المسجلين في النظام الى 225 شركة، تُضاف اليها 12 شركة جديدة قبل نهاية هذه السنة. فيما حددت نهاية هذا الشهر، موعداً نهائياً لطرد أي شركة لم تطبق النظام، وهي ست شركات لم تسمّها. وأوضح بيسيغناني أن الهدف هو"زيادة إجراءات السلامة وليس عدد الأعضاء". وكشفت المنظمة أن أكثر من 92 في المئة من تذاكر السفر ستكون إلكترونية قبل نهاية هذا العام، وحددت نهاية أيار مايو 2008 موعداً نهائياً للشركات لاستخدام التذاكر الورقية، وسيكون العام 2010 موعداً نهائياً لاستخدام بطاقات الصعود الورقية الى الطائرات. ولفتت الى أنها نجحت في خفض التكاليف التشغيلية للناقلات بقيمة 2.3 بليون دولار هذه السنة. كما حققت خفضاً في انبعاثات الكربون يزيد على 25 مليون طن. واعتبرت إجراءاتها للارتقاء بصناعة الطيران"ثورة"جديدة، وفرت على الناقلات الجوية حتى الآن 6.5 بليون دولار. وتوقع بيسيغناني إضافة 14 بليون دولار جديدة إلى فاتورة وقود الطائرات لترتفع الفاتورة الإجمالية إلى نحو 149 بليون دولار في 2008 في ضوء ارتفاع أسعار النفط. وتوقع أن تسبّب أزمة الائتمان العالمية تراجعاً في متوسطات نمو العائدات السنوية للقطاع إلى 4.7 في المئة، وتراجع متوسط حركة النقل الجوي ذاتها إلى 4 في المئة فقط". وأشار الى أن ديون القطاع"تلامس 200 بليون دولار على رغم قرب انتهاء الطفرة الاقتصادية". وأكدت"اياتا"الحاجة الى تحقيق أرباح تصل إلى 40 بليون دولار، كي تتمكن من تغطية تكاليف رأس المال.