أمل البطريرك الماروني نصرالله صفير بأن تمر الأيام الصعبة "على خير" وأن يطمئن اللبنانيون إلى غدهم ومستقبلهم. وكان صفير عرض في اتصال هاتفي مساء أول من أمس مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة المستجدات والاتصالات والمساعي للخروج من الأزمة الراهنة، واستقبل في بكركي أمس، المستشار السياسي للسنيورة رضوان السيد في زيارة للتشاور وتبادل المعلومات حول المساعي المبذولة لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري وبالطرق الدستورية. ولاحقاً استقبل موفد رئيس كتلة"المستقبل"النائب سعد الحريري مدير مكتبه نادر الحريري. وبعد اللقاء، أوضح السيد أن التشاور بين السنيورة وصفير"دائم ومستمر، خصوصاً في الأشهر الأخيرة"، وقال:"أتيت اليوم في نطاق التشاور أيضاً، إذ تكونت لدى دولته في الأيام الأخيرة نتيجة الاتصالات التي جرت وكذلك الاجتماعات التي جرت والتصريحات والبيانات التي صدرت وأيضاً معطيات احب أن يطلع البطريرك عليها، وغبطته بدوره أيضاً أراد أن يطلع الرئيس السنيورة على حصيلة الأيام الأخيرة، وكل ذلك جهد وسعي مشترك من اجل الوصول إلى انتخابات رئيس للجمهورية اللبنانية في الموعد الدستوري والوسائل الدستورية". وعن نوع المعطيات، قال السيد:"إنها الاجتماعات العربية والدولية والاتصالات التي أجراها الرئيس السنيورة بجهات عربية وأوروبية ودولية"، مؤكداً أن"هناك إصراراً من سائر الجهات وتقريبا بلهجة واحدة تقول بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري". وعما إذا كان ذلك وفقاً للتوافق، أجاب:"نعم، وأكثر الافرقاء يتحدثون عن ضرورة التوافق، وبعض الفرقاء الآخرين يتحدثون عن ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري من دون تدخل خارجي"، مؤكداً أنه"ليست هناك لائحة ولم يتقدم غبطته بلائحة ولم يطلعنا على شيء من ذلك، وأعتبر أن هذا الأمر سابق لأوانه، لكن كل الاحتمالات ينبغي أن تظل مطروحة من اجل أن نستقبل قبل 23 الجاري رئيساً جديداً للجمهورية". ولفت إلى أن"موضوع انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً يطرحه بعض الفرقاء السياسيين لا سيما في قوى 14 آذار، وهو من ضمن الكلام الجاري والتجاذب في الصراع السياسي، لكن كل الفرقاء يتحدثون عن ضرورة التوافق". وأكد السيد رداً على سؤال، أن السنيورة مع"التوافق على رئيس على أن تجرى الانتخابات في موعدها الدستوري وضمن القواعد الدستورية"، مضيفاً أن"هناك محاولة جدية بعد انتخابات ال2005 والخروج السوري من لبنان للعودة إلى دستور الطائف وتطبيقه من دون استثناءات ومن دون تعديل". وعما إذا كان السنيورة مستعداً لتسلم الحكم إذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، قال:"الرئيس السنيورة يرغب في أن لا نصل إلى هذا الأمر، وزيارتي اليوم إلى غبطته للتحدث معه في الخيارات الممكنة التي يجب أن تجنبنا الوصول إلى الفراغ وبالتالي بقاء الحكومة الحالية"، وأضاف:"نحن الآن نتشاور مع غبطته ومع سائر الفرقاء السياسيين ومع الأطراف العربية من اجل بلورة الخيارات التي ينبغي أن تنصب جميعاً على تجاوز هذا المأزق". واعتبر السيد رداً على سؤال آخر، أن"كل فريق يشعر بأنه ضعيف أو ليست له حظوظ في الرئاسة يؤثر تأجيل الانتخابات ويتمنى على الرئيس السنيورة وغيره بأن تبقى الحكومة ما دامت الانتخابات غير ممكنة. ينبغي أن تكون الانتخابات ممكنة لأنها واجب دستوري". وأكد أن السنيورة"ليس متمسكا بحكومته ولا متمسكا بالبقاء على الكرسي، إنما هو متمسك بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري". بويز كما استقبل صفير الوزير السابق فارس بويز الذي أشار إلى أن صفير يأمل"في أن تتمكن الآلية أو الحالة السياسية من إنتاج الرئيس"، وقال:"أعتقد بأنه قد لا يكون غائباً عن المساهمة في هذا الأمر ضمن أصول وشروط ومنطق معين". وعما إذا لمس أن لدى صفير لائحة بأسماء مرشحين، قال:"إن ما سمعته بالأمس نقلا عن الأستاذ النائب غسان تويني أمر لم اسمعه من البطريرك على الإطلاق، ولا ادري مَن هو مصدر هذه المعلومات والأخبار، لكن لا يبدو أنها بكركي على الإطلاق". ولفت إلى أن"هناك حركة كبيرة، أوروبية دولية فرنسية تتجه نحو دفع الأمور إلى حصول الاستحقاق، وإن لم يحصل هذا الاستحقاق في 12 الجاري، لربما سيحصل في الأيام القليلة التي ستليه". عدوان وملعب المعارضة كما التقى صفير النائب جورج عدوان الذي أكد أن صفير"لم ولن يدخل في قضية التسميات ولا الأسماء"، موضحاً أن البطريرك"يعرف تماماً أن دور المجلس النيابي والنواب في اختيار رئيس الجمهورية". وقال:"ما يشجع عليه البطريرك هو النزول إلى المجلس النيابي وليترشح مَن يريد وتطرح الأسماء ويعود كل نائب منا إلى ضميره كي يختار المرشح الذي يرى فيه تعبيراً عن قناعاته". وأكد عدوان أنه"عند تحديد جلسة يجب على النواب أن يحضروها. وفي آخر جلسة في 12 الجاري، اذا توفر عدد اكثر من النصف تعقد الجلسة ولا تجرى الانتخابات في الدورة الأولى، وإذا لم يتوفر نصاب الثلثين، إنما تكون الجلسة عقدت. اما بعد 14 الجاري وبإدراك كلي، المجلس النيابي يعتبر ملتئما حكما سواء كان هناك دعوة أم لا، ووجود دعوة لا يغير شيئاً في تصرف المجلس النيابي". وأضاف:"جاء الوقت كي يمارس النواب مسؤولياتهم. ونحن نعد جميع اللبنانيين بأن نتحمل مسؤولياتنا". وعما إذا كان ينعي التوافق، قال عدوان:"نريد تحديد معنى التوافق، وفي العمل الديموقراطي هناك أكثرية وأقلية، ونحن اليوم أكثرية وأي بحث يجب أن ينطلق من هذا المفهوم والتوافق يجب أن ينطلق من مفاهيم سياسية"، سائلاً:"هل نريد إبقاء لبنان بلد مواجهة"، ومؤكداً انه"لا يستطيع فريق أن يتفرد بقرار المواجهة وأن يضرب وحده القرارات الدولية فالمناخ الموجود حالياً هو ضرب القرار 1701 واسقاطه ما يجعل لبنان في دوامة من الحروب". ورداً على سؤال قال عدوان:"إذا لم ينزل الفريق الثاني إلى المجلس النيابي في الأيام العشرة الأخيرة سيجتمع نواب الأكثرية لانتخاب رئيس"، سائلاً:"هل تتحمل الأقلية مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية". ولفت إلى أن"بكركي قامت بما عليها، ويجب على كل فريق تحمّل مسؤوليته". ونفى عدوان أن يكون رئيس الهيئة التنفيذية في"القوات اللبنانية"سمير جعجع"يرفض اللقاء مع العماد ميشال عون"، مؤكداً أنه"يستطيع كل من جعجع وعون الالتقاء في اي وقت كان، والتواصل بين القوات والتيار قائم من خلال لقاءاتي بالعماد عون". واعتبر عدوان أن"الكرة اليوم في ملعب المعارضة وتحديداً عند الرئيس بري، ونسأل هل سيمارس دوره كرئيس للمجلس بدعوته النواب للنزول إلى انتخاب رئيس". وكان البطريرك صفير استقبل مدير قسم الشرق الأوسط في الخارجية الإيطالية سيزار راغاغليني يرافقه السفير الايطالي غبريال كيكيا، والقائم بالأعمال الفرنسي أندريه باران وعدد من الشخصيات.