عادت الأوضاع الأمنية في عدن الى طبيعتها بعد ظهر أمس، بعد رفع الاجراءات الأمنية الاحترازية المشددة وغير المسبوقة التي رافقت الاحتفالات بالذكرى ال40 لجلاء الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن في 30 تشرين الثاني نوفمبر 1967. وأعلن الرئيس علي عبدالله صالح، في خطاب ألقاه للمناسبة، عن ترحيبه بعودة معارضيه الجنوبيين الى البلاد من الخارج والمشاركة في العمل السياسي شرط عدم المساس بوحدة الوطن. ووصف الرئيس اليمني هؤلاء برموز الحركة الوطنية، مؤكداً أن اليمن يتسع لكل أبنائه، في مبادرة هي الاولى من نوعها منذ حرب صيف عام 1994. ويأتي نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، ورئيس الوزراء السابق حيدر العطاس في مقدم المعارضين من الجنوب والذين لا يزالون في الخارج منذ 1994. وفيما أكدت ل"الحياة"مصادر متطابقة في الحكم بأن دعوة الرئيس صالح شملت عودة البيض، والعطاس لليمن لم تتطرق هذه المصادر الى عودة الرئيس السابق علي ناصر محمد الذي يعيش في سورية. غير أنها أشارت الى أنه لا يوجد هناك ما يمنع الرئيس علي ناصر من العودة لليمن في أي وقت. وأفرجت السلطات الأمنية في عدن مساء أمس عن المعتقلين على خلفية التظاهرات والاعتصامات التي شهدتها عدنوالمحافظاتالجنوبية خلال الشهور الماضية والتي تعرف بتظاهرات المتقاعدين العسكريين، وشمل الافراج الذي أعلنه علي صالح في خطابه صباحاً عدداً من قيادات أحزاب"اللقاء المشترك"وجمعيات المتقاعدين والعاطلين عن العمل. ووعد الرئيس صالح بمعالجة ملف حرب صيف 1994 وإنهاء آثارها وطالب لجنة مكلفة بهذا الشأن يرأسها مستشاره سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسة السابق وأحد القادة المؤسسين للحزب الاشتراكي اليمني في جنوب اليمن. وقال:"يجب على اللجنة أن تحل كل المشاكل الناتجة عن حرب صيف 1994". وهدف الرئيس صالح من خطابه أمس الى احتواء الاحتقان في المحافظات وقطع الطريق على أي تحالف مستقبلي بين معارضي الداخل ومعارضي الخارج يهدف الى ممارسة المزيد من الضغوط على الحكم. وفي هذا السياق صعدت أحزاب"المشترك"من حملتها ضد الحكم ورفضت مشروعاً حكومياً للتعديلات على قانون الانتخابات كما رفضت التعاطي مع مبادرة الرئيس صالح بتحويل نظام الحكم الى رئاسي بالكامل. واتهمت السلطة والحزب الحاكم بالاستيلاء على الانتخابات وتزوير نتائجها واشترطت وجود توافق سياسي بين السلطة والمعارضة بشأن هذه التطورات. ونفذت هذه الأحزاب تهديداتها ونظمت أمس تظاهرة معارضة للاحتفالات الرسمية في ساحة الهاشمي بعدن رفعت فيها شعارات"بالروح بالدم نفديك يا جنوب"و"بالروح بالدم نفديك يا يمن"وشعارات أخرى ضد الحكم. ووقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وأكدت المعارضة سقوط قتيلين و4 جرحى في صفوف المتظاهرين القادمين من محافظتي لحج والضالع المتجاورتين ومنطقة دار سعد المتاخمة لعدن.