أثار استشهاد الأسير الفلسطيني محمد الأشقر بعد يوم من إصابته بجروح خطيرة إثر اشتباكات مع حراس سجن النقب الإسرائيلي جرح فيها عشرات المعتقلين الفلسطينيين، موجة غضب واحتجاجات واسعة بين الفلسطينيين القلقين على مصير أكثر من 11 ألف أسير في سجون الاحتلال. ونُظمت مسيرات واعتصامات شعبية في مختلف المدن. وشارك المئات في اعتصام اقيم في مركز مدينة رام الله، فيما سارت مسيرات حاشدة شارك فيها الآلاف في مدن نابلس وبيت لحم والخليل. وكانت وحدة خاصة في الجيش الاسرائيلي جرحت عشرات الأسرى في عملية اقتحام لسجن النقب الصحراوي، بعدما اعترض السجناء على تفتيش مفاجئ فجر أول من أمس. ونقل تسعة من المصابين إلى مستشفى إسرائيل، قبل أن تعلن وفاة الأشقر 26 عاماً متأثراً بجروحه في مستشفى الرملة قرب تل أبيب، ليصبح الأسير الفلسطيني الرقم 122 الذي يسقط على أيدي سجانيه الإسرائيليين. وجاءت عملية اقتحام السجن بعد رفض الأسرى تفتيشاً اعتبروه استفزازياً فجر أول من أمس. وقال معتقلون إن الجنود استخدموا الأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى احتراق خيام السجن بما فيها من مقتنيات شخصية للأسرى. واعلنت حركة"حماس"أن"ردها على قمع الأسرى في سجون الاحتلال سيكون مؤلماً للعدو الصهيوني". وقالت"كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية للحركة إن لديها"خيارات مؤلمة للعدو في ما يخص قضية جلعاد شاليط"، ما أثار قلقاً في إسرائيل من اقدام الحركة على المس بالجندي الإسرائيلي الأسير، وهو ما سارعت"حماس"لنفيه. وأشارت عائلة الأشقر إلى أن قتله يأتي قبل خمسين يوماً من انتهاء مدة محكوميته. وقالت والدته التي وصلت إلى المستشفى الإسرائيلي لزيارته بعد شيوع نبأ وفاته إنها وجدت حراسة إسرائيلية خارج غرفة العناية المكثفة وداخلها التي نقل اليها. وأضافت أن السجانين"لا يمتلكون الحد الأدنى من الأخلاق والإنسانية". وأعلنت رئيسة لجنة الاسرى في المجلس التشريعي النائبة خالدة جرار، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أن"القوى والمؤسسات الوطنية والشعبية تعد لحملة جماهيرية واسعة للتصدي للممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى"البالغ عددهم نحو 11500 أسير واسيرة. ونددت حكومة إسماعيل هنية المقالة ب"جريمة قتل"الأشقر. وحملت حكومة الاحتلال"المسؤولية عن حياة كل الأسرى". وقال الوزير المكلف ملف الأسرى في الحكومة المقالة الدكتور باسم نعيم في مؤتمر صحافي على هامش اعتصام حاشد أمام اللجنة الدولية للصليب الاحمر في غزة إن"التعامل بحسن نية مع قضية الأسرى وإدانة عمليات المقاومة هما اللذان أديا إلى هذا التراجع الخطير". على صعيد آخر، اغتال الجيش الإسرائيلي أمس ناشطين في"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة"الجهاد الإسلامي"في مدينة جنين هما خالد الرايق ومحمد جوابرة. وقال شهود إن القوات الإسرائيلية حاصرت مبنى في مدينة جنين تحصن فيه الرايق وجوابرة، وأن اشتباكات دارت بين الطرفين أسفرت عن استشهادهما وجرح ضابط إسرائيلي. وشيع آلاف الفلسطينيين جثماني الشهيدين الرايق في مسقط رأسه مدينة طولكرم، وجوابرة في قرية كفر راعي.