في ظل حداد عام وشامل ووسط هتافات تدعو الى مواصلة وتصعيد المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الاسرائيلي، انطلق عشرات آلاف الفلسطينيين في مدنهم وقراهم ومخيماتهم المعزولة عن بعضها بعضاً بالحواجز العسكرية في مسيرات حاشدة وجنازات رمزية حمل المشاركون فيها نعوشا وحدت المشهد الفلسطيني في القطاع والضفة الغربية، حيث نكست الاعلام المرفوعة فوق المؤسسات وعلقت الاعلام السوداء فيما خلت الشوارع من مظاهر الحياة اليومية. وشهدت معظم المناطق الفلسطينية اشتباكات حامية بين جنود الاحتلال والمواطنين، خصوصا في محيط مدينة القدس وفي رام الله وطولكرم ونابلس والخليل وجنين وبيت لحم. واصيب عشرات المواطنين بجروح مختلفة، اربعة منها على الاقل بجروح خطيرة من بينهم اطفال، كما حدث في قرية دير ابو مشعل قرب رام الله وقرية بدو شمال غرب القدس حيث خرج المواطنون لمواجهة الجرافات الاسرائيلية التي واصلت اقتلاع اشجارهم وتخريب اراضيهم تمهيدا لبناء الجدار عليها. ووقعت اشتباكات مماثلة في بيت لحم التي توجه مواطنوها الى الحاجز العسكري المقام على مدخلها الشمالي واشتبكوا مع جنود الاحتلال. مواجهات في السجون الاسرائيلية ولم تستثن حالة الغضب الفلسطيني الاف الاسرى الفلسطينيين في زنازين الاحتلال الاسرائيلي حيث اندلعت مواجهات بين الاسرى العزل والمحاصرين بالقضبان والسلاسل الحديد والذين انتفضوا على سجانيهم تعبيرا عن غضبهم في ليلة كان الشعب الفلسطيني يحيي "يوم الاسير". واصيب العشرات في معتقلات مجدو وعوفر والنقب بجروج وحالات اختناق بعد اقتحام قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي زنازينهم، فيما حولت سلطة السجون عشرة معتقلين على "العزل الانفرادي" في سجن بئر السبع الصحراوي. واعلن اضراب عن الطعام ليوم واحد في السجون والمعتقلات احتجاجا على مقتل الرنتيسي. ودانت السلطة بشدة الاغتيال، فيما اعلن ان عرفات فتح دار عزاء للرنتيسي في مقر الرئاسة في رام الله ونكست المؤسسات الحكومية الأعلام حدادا. ودعا عرفات في بيان صدر فور عملية الاغتيال الاسرة الدولية "الى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وقياداته امام ارهاب الدولة التي تمارسه حكومة اسرائيل". واشار الى ان ارهاب الدولة الاسرائيلية "يهدف الى ضرب صمود شعبنا واجباره على الخضوع للاحتلال والاستيطان والغطرسة الاسرائيلية". واعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع في بيان ان عملية الاغتيال "نتيجة مباشرة للتشجيع الاميركي والانحياز الكامل لاسرائيل ودعم مخططاتها بابتلاع الارض الفلسطينية". واكد وزير شؤون المفاوضات في السلطة صائب عريقات ان اسرائيل "تتحمل مسؤولية وتبعات هذه الجريمة النكراء". وقال ان اغتيال الرنتيسي "نتيجة لتحول الدول الى عصابات ومافيا تمارس ارهاب دولة". واشار الى ان التصرفات الاسرائيلية تشير الى امكان ان يتحول الرئيس الفلسطيني "هدفا جديدا" في سلسلة الاغتيالات الاسرائيلية. وفي تطور لافت على موقف السلطة الفلسطينية من عمليات المقاومة، اكد مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الامن القومي العميد جبريل الرجوب ان "الرد الفلسطيني على اغتيال الرنتيسي سيكون شرعيا". وقال ان القيادة الاسرائيلية "ستجلب الكوارث على الشعب الاسرائيلي بحماقاتها". وبثت الاذاعة الفلسطينية أغاني واناشيد وطنية كانت شحت اخيرا.