تتزامن أعنف موجات القتال في كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مع تصاعد الضغوط الدولية المطالبة بوقف الحرب، إذ تتمسّك واشنطن وشركاؤها الإقليميون بأن الحل العسكري بات مستحيلا، فيما يواصل الطرفان تعزيز قواتهما في واحدة من أكثر الجبهات حساسية من ناحية الإمداد العسكري وخطوط الاتصال بين وسط البلاد ودارفور. تصاعد القتال وأفاد أحد المراسلين الإخباريين بأن الجيش السوداني تمكن من صدّ أعنف هجوم شنّته قوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة في غرب كردفان. كما تصدّى لهجوم آخر استهدف قيادة الفرقة 22، في وقت كثّفت فيه قوات الدعم السريع قصفها المدفعي على محيط الفرقة، ضمن محاولات متكررة ل«تليين» دفاعات الجيش ودفعها للتراجع. وتشير المصادر الميدانية إلى أن الدعم السريع تحشد قوات كبيرة حول بابنوسة بهدف اقتحامها والسيطرة عليها، باعتبارها آخر المواقع الرئيسية للجيش في غرب كردفان. وفي المقابل، دفع الجيش بتعزيزات جديدة في محاور كردفان من عناصر «العمل الخاص» والقوات الجوالة، استعدادا لشن هجمات مضادة واستعادة مواقع فقدها، خصوصا في بارا شمال شرقي الأبيض، والتقدم جنوبا وغربا نحو مناطق الحمادي والدبيبات. الأهمية الإستراتيجية ويمثل إقليم كردفان نقطة وصل أساسية تربط الخرطوم ووسط السودان بإقليم دارفور، ما يجعل السيطرة على مدن محورية مثل الأبيض عاملا حاسما في التحكم بخطوط الإمداد العسكرية. وقد أدى هذا البعد الإستراتيجي إلى اشتداد المعارك بين الجيش والدعم السريع، إذ يسعى كل طرف إلى فرض سيطرته على الممرات الحيوية التي تحدد مسار القتال في العمق السوداني. دعوات دولية وبالتوازي مع التصعيد الميداني، تتزايد مواقف دولية تعتبر أن استمرار الحرب لن يؤدي إلى حسم عسكري. فقد أكد المبعوث الأمريكي السابق إلى السودان، دونالد بوث، في مقابلة، أن الخيار العسكري «مستحيل» لإنهاء الأزمة، مشيرا إلى أن دول «الرباعية» (الولاياتالمتحدة، بريطانيا، السعودية، والإمارات) هي الأطراف القادرة على الضغط لدفع الجانبين إلى طاولة التفاوض. وقال بوث، إن ما يجري في السودان «كارثة على الشعب السوداني»، مضيفا أن التجارب التاريخية أثبتت استحالة حسم القوات المسلحة للصراع بالقوة. اتهامات متبادلة وفي مقابل الدعوات الدولية، رحبت حكومة محمد حمدان دقلو (حميدتي) بزيارة لجنة تقصي الحقائق إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، معتبرة أن الاتهامات المتعلقة بوقائع الفاشر قائمة على «معلومات مضللة» ومواد مفبركة.