تجددت المعارك في غرب السودان، حيث أعلن الجيش السوداني، تصديه لهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، في أحدث فصول القتال المستمر منذ نحو عامين بين الطرفين. وقال شهود عيان: إن قوات الدعم السريع شنت قصفاً مدفعياً مكثفاً على المدينة، أعقبه هجوم بري بمركبات قتالية، قبل أن تتمكن وحدات الجيش من صدّ الهجوم وإجبار المهاجمين على التراجع. وبثّ جنود من الجيش السوداني عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر ما قالوا: إنها عمليات تمشيط لمحيط المدينة بعد دحر الهجوم، فيما لم تصدر قوات الدعم السريع أي تعليق رسمي حول تلك التطورات حتى مساء الأحد. وقالت غرفة طوارئ بابنوسة – وهي لجنة محلية معنية بالإغاثة – في بيان: إن الجيش تمكن من التصدي لهجوم جديد استهدف الفرقة 22 مشاة التابعة للقوات المسلحة، مشيرة إلى أن الجيش يواجه منذ أكثر من 22 شهراً هجمات متكررة من قوات الدعم السريع في المنطقة. وأضاف البيان أن بابنوسة باتت "خالية من السكان بنسبة 100%" بعد نزوح ما يقارب 177 ألف شخص منذ اندلاع القتال مطلع عام 2024، واصفاً المدينة بأنها "منطقة أشباح" نتيجة الدمار الواسع ونقص الإمدادات الإنسانية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن الجيش السوداني سقوط طائرة شحن عسكرية في بابنوسة بسبب "عطل فني" أثناء تنفيذها مهمة إسقاط إمدادات للقوات الميدانية المحاصرة داخل المدينة. وتشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) خلال الأيام الأخيرة مواجهات متصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، في حين يمتد القتال إلى مناطق عدة من إقليم دارفور. وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في كلمة بالخرطوم: إن فقدان السيطرة على بعض المناطق "لا يعني نهاية المعركة"، مشيراً إلى توجيهات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بتحريك القوات غرباً "لاسترداد الأراضي التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع". واستهدفت غارات جوية ليلاً محيط مطار نيالا بجنوب دارفور، الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، فيما سُمع دوي انفجارات قوية في المنطقة. وفي السياق، نفى مسؤول الإعلام في حكومة دارفور عقاد بن كوني سيطرة الدعم السريع على مدينة الأبيض بشمال كردفان، مؤكداً أن الجيش ينتشر داخل المدينة ومحيطها ويتصدى لأي هجمات.