بدا امس ان مأزق حركة "حماس" أخذ بالاتساع والامتداد على اكثر من جبهة. فبعد الحصار الخارجي والعزلة الدولية، وقعت اشتباكات مسلحة وصفت بأنها"حرب شوارع"بين انصار الحركة وبين حركة"الجهاد الاسلامي"، وذلك بموازاة مساعي الوساطة لتطويق اشتباكات مماثلة وقعت بين انصار"حماس"وبين عائلة حلس المتنفذة في قطاع غزة. في الوقت نفسه، تواجه الحركة تململا داخليا عبر عنه الناطق السابق باسمها، مسؤول ملف الحوار الدكتور غازي حمد الذي اعتبر ان سيطرة الحركة على قطاع غزة بالقوة"خطأ استراتيجي فادح". راجع ص 5 وشهدت غزة ورفح امس يوما داميا سقط فيه ثلاثة قتلى واكثر من 35 جريحاً، عدد منهم في حال الخطر، قبل ان يخيم هدوء حذر على المدينتين في اعقاب وساطات من فصائل فلسطينية ووجهاء محليين. وكانت اشتباكات وقعت بين"حماس"و"الجهاد"في رفح مساء اول من امس استخدمت فيها الاسلحة الخفيفة وقذائف"آر بي جي"، ردا على خطف ناشط من"الجهاد"الجمعة الماضي، وما لبثت الاشتباكات ان انتشرت في المخيمات والاحياء المجاورة، مسفرة عن مقتل امرأة واصابة نجلها ونحو 16 مواطنا، بينهم أحد أبرز قادة"القوة التنفيذية"التي دمجت اخيرا في اجهزة الشرطة. وفي وقت لاحق، توصل قادة من الجبهتين"الشعبية"و"الديموقراطية"ولجان"المقاومة الشعبية"الى اتفاق لوقف النار بين"حماس"و"الجهاد"دخل حيز التنفيذ في ساعة متقدمة من ليل السبت - الأحد. لكن سرعان ما تبدد هذا الهدوء مساء امس عندما تجددت الاشتباكات بعدما خطف مسلحون من"حماس"قائد"سرايا القدس"خالد منصور وعددا آخر من كوادر"الجهاد"وانصارها، واسفرت عن اصابة ثلاثة فلسطينيين. بموازاة ذلك، نجحت وساطات من"الشعبية"و"الديموقراطية"و"لجان المتابعة"و"الجهاد"ووجهاء محليين، في وقف اشتباكات مسلحة شرسة كانت تدور في حي الشجاعية شرق غزة الذي تقطنه عائلة حلس، استخدمت فيها القذائف الصاروخية والاسلحة الخفيفة واودت بحياة مسلح من عائلة حلس وطفل في حين اصيب 20 آخرون. وبموجب الاتفاق، يتم سحب المسلحين وازالة المظاهر المسلحة من الشوارع وتلتزم العائلة تسليم المشتبه بهم"في حال ثبت تورطهم. في غضون ذلك، واجهت"حماس"نقدا داخليا في الحركة جاء في رسالة حملت اسم الناطق السابق باسم الحركة الدكتور غازي حمد وانتقد فيها ممارسات الحركة وسلوكها ودعاها الى التعقل، معتبرا ان سيطرتها على غزة"خطأ استراتيجي فادح حمّل الحركة ما لا تُطيق". ورغم ان حمد نفى ان يكون كتب الرسالة"المفبركة"، الا ان جهات عدة اكدت ل"الحياة"انها حصلت على نص الرسالة من حمد شخصيا. ودعا حمد الذي يعتبر واحدا من اكثر الاصوات القيادية الشابة اعتدالاً، قيادة"حماس"الى الاعتراف بأخطائها علناً وعدم التهرب منها او اتباع سياسة التبرير. كما دعا الى وضع رؤية سياسية تخرج الحركة من ازمة علاقتها بالمحيط الفلسطيني والاقليمي والدولي.