خففت الخرطوم امس من معارضتها ارسال قوات تابعة للأمم المتحدة الى دارفور، وقال المستشار الرئاسي مصطفى عثمان اسماعيل إن بامكان قوات الاتحاد الافريقي المنتشرة حاليا في الاقليم طلب المساعدة من قوات غير افريقية في حال عدم تمكنها من تأمين ما يكفي من الجنود لمهمة حفظ الامن. وابلغ اسماعيل وكالة "رويترز" قوله "الاولوية هي ان تكون هذه القوات افريقية، لكن لنفرض اننا لم نتمكن من تأمين هذه القوات من افريقيا، عندها سنكون مستعدين لقبول قوات غير افريقية". ورداً على سؤال اذا كانت قوات من الاممالمتحدة ستنتشر في دارفور قال اسماعيل"هذا صحيح"، مشيرا الى ان حكومة الخرطوموالاممالمتحدة قدما تنازلات متبادلة للقاء في منتصف الطريق، واضاف ان"القرار 1706 يتحدث عن تحويل قوة الاتحاد الافريقي الى قوة دولية. ونحن نعتقد ان مجلس الامن انطلق من هذا الموقف للقبول بقوات معظمها افريقي فيما قبلنا نحن بقوة استشارية من الاممالمتحدة". في هذا الوقت، انفجر الوضع الامني امس في مناطق واسعة في جنوب دارفور، وارتفع عدد قتلى المواجهات بين قبيلتي الرزيقات والترجم العربيتين الى 42 قتيلا و26 جريحا، وتعرض موكب حاكم ولاية جنوب دارفور بالوكالة فرح مصطفى الى اطلاق نار قتل فيه اربعة من حراسه وجرح ثلاثة آخرون. وردت القوة العسكرية المرافقة للحاكم على نيران المهاجمين وهم مجموعة من قبيلة الرزيقات، ولم تنته المعركة الا بعد تدخل الجيش واستدعاء مروحيتين من نيالا ثاني كبرى مدن الاقليم. وارسلت السلطات امس تعزيزات عسكرية الى المنطقة لضبط الوضع ووقف اراقة الدماء بين الجانبين، فيما اعلن كبير مساعدي رئيس الجمهورية، رئيس السلطة الانتقالية في دارفور مني اركو مناوي، انه ارسل ايضا وفدا عالي المستوى الى الولاية لوقف الاقتتال ورأب الصدع بين القبائل المتناحرة. الى ذلك، أثار حاكم ولاية نيومكسيكو الاميركية بيل ريتشاردسون مع الرئيس عمر البشير امس الاوضاع الامنية والانسانية في دارفور وتنفيذ حزم الدعم المقدمة من الاممالمتحدة الى قوة الاتحاد الافريقي في مراحلها الثلاث التي تنتهي بنشر قوة مختلطة، واقترح تشكيل مجموعة من الدول والمنظمات الصديقة للاطلاع على وقف اطلاق النار والاتفاق على هدنة زمنية بين الحكومة والحركات المتمردة التي لم توقع اتفاق سلام دارفور الى حين التوصل الى تفاهم سياسي. ووصف ريتشاردسون نتائج محادثاته مع البشير بأنها كانت جيدة، معربا عن امله في دفع عملية الحوار السياسي وارسال قوات حفظ سلام دولية الى دارفور ووقف اطلاق النار وتحسين الاوضاع الانسانية بفتح المزيد من ممرات الاغاثة وتوفير الحماية لقوافل المساعدات. وقال وزير الدولة للخارجية علي كرتي للصحافيين ان ريتشاردسون جاء الى الخرطوم حاملا افكارا حول تطبيق اتفاق دارفور وتنفيذ اتفاق ابوجا بالتعاون مع الاممالمتحدة.