عممت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أمس، توجيهات قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى العسكريين بعنوان "وحدة الجيش ودوره، والتزام العسكريين الولاء الكامل للمؤسسة". وخاطب سليمان العسكريين، قائلاً:"يوم انتشرتم في الجنوب بعد غياب قسري دام نحو خمسة وثلاثين عاماً، تكرست وحدتكم الوطنية وانتم في موقعكم الطبيعي تقومون باداء مهمتكم الاساسية دفاعا عن حياض الوطن وذودا عن سيادته واستقلاله، ومهمتكم هذه، لم تحل دون بقائكم مضطلعين بمهماتكم في الداخل حفاظاً على مسيرة الامن والاستقرار وصوناً للوحدة الوطنية"، مضيفاً:"بالامس، تعرضتم لامتحان كبير، اذ وقفتم بين نارين، تواجهون كيد الفتنة بصدوركم، فسقط منكم عشرات الجرحى بالرصاص والآلات الحادة والحجارة، استخدمها مواطنون اخوة لكم، غررت بهم التجاذبات السياسية، فصبرتم ولم تبادلوا الاذى بمثله، وترويتم مبرهنين عن انضباط وحرص شديد على هؤلاء الاخوة، على رغم ان التعليمات والقوانين التي ترعى تطبيق عمليات حفظ الامن، تتيح لكم عند تعرضكم وتعرض المواطنين في اجسادهم واملاكهم، استعمال السلاح في شكل متدرج، لأن مطلق النار ورامي الحجارة متساويان تجاه القانون، لا بل ان رمي الحجارة اشد ايلاماً ومهانة، فالعسكري لا يرجم من احد، والمواطن لا يرجم اخاه المواطن، ولو ان هذه التصرفات التي كشفت حقيقة نيات البعض، كانت فقط بحق العسكريين، لتحملتموها من دون رد، لكن أرواح الناس وأرزاقهم ليست في مطلق الاحوال ملكاً للغير، ولا سلعة في سوق التجاذبات السياسية والمصالح الشخصية". ولفت سليمان الى ان"القيادة اذ تتمنى الشفاء العاجل لرفاقكم العسكريين الجرحى، تؤكد أنها لن تتهاون ابداً في ملاحقة المخلين بالأمن، لتوقيفهم وسوقهم الى العدالة"، وقال:"اعلموا ان ما حصل لن يتكرر، فانتم مدعوون الى تطبيق القوانين والتعليمات باشراف رؤسائكم بدقة متناهية وبكل حياد وتجرد، كي نفوت على العابثين بالأمن فرصة صرفنا عن مهمتنا في الجنوب، التي نصر على التمسك بها، انطلاقاً من قناعتنا الراسخة بأن دوركم في الداخل يتكامل مع دوركم في الجنوب، ونجاحكم في الجنوب يحصن مهمتكم في الداخل". وتابع سليمان:"ان وحدة الجيش اليوم، هي اقوى من اي وقت مضى، وستزداد صلابة ومناعة كلما خاض العسكريون غمار التجارب القاسية، وسيبقى هذا الجيش صمام أمان الوطن وملاذ شعبه، بمنأى عن أي أحداث أو تطورات مستجدة مهما بلغ شأنها، ولن يبخل عسكريوه في تقديم الغالي والنفيس، حفاظاً على سلامة الشعب وذوداً عن الوطن".