أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أنه «سيأتي الوقت الذي سيتم فيه توقيف الذين ارتكبوا العمليات الارهابية والاعتداء على الجيش وسينالون عقابهم». وكان سليمان تفقد صباح امس ثكنة قيادة الفوج الحدودي البري في رأس بعلبك حيث كان في استقباله قائد الجيش العماد جان قهوجي، ثم انتقل الى منطقة عرسال حيث تفقد الحاجز الذي تعرض للاعتداء واستمع الى شرح تفصيلي من الضباط عن كيفية حصوله ومقتل العسكريين الثلاثة. وقال: «أنا لم آت الى هنا لأعزيكم فقط بالشهداء، لكن لكي أنقل لكم محبة جميع المواطنين وتقديرهم للجيش وثقتهم واعتمادهم عليه. وليست هذه المرة الاولى التي يتم فيها الاعتداء على الجيش. وطالما أننا نقوم بالمهمات فسنتعرض للاعتداءات من العدو الذي له اوجه متعددة ومنها الوجه الارهابي الذي نراه في ايامنا هذه». وأضاف: «لدينا ثقة بقيادة الجيش ولديها الدعم الكامل وتفويض كامل لكي تضع الخطط المناسبة، وللأسف، في بعض الاحيان يوضع الجيش في مواجهة الناس. والجيش يعلم أن الناس معه ولو وجد بينهم بعض الارهابيين وبعض الخارجين عن القانون ولكن معظم الناس مع الجيش». ودعا سليمان «اللواء السادس، الذي قدم نحو 200 شهيد وأنجز الكثير من المهمات الكبيرة الى الحفاظ على المعنويات المرتفعة، وسيأتي الوقت الذي سيتم فيه توقيف الذين ارتكبوا كل هذه العمليات الارهابية وسينال أصحابها عقابهم. وهناك من يحاول أن يستعمل الجيش غطاء له، ويحاول تقسيم الجيش لتأمين الغطاء له من جانب فئة معينة مذهبية من الجيش». وقال: «كل هذه الامور لن تؤثر عليكم، واتكال الناس عليكم لكي تحفظوا وحدة لبنان. وهي ليست المرة الاولى التي يحمي فيها الجيش واللواء السادس لبنان. فالجيش شارك بالتحرير وشارك في حرب تموز (يوليو 2006) وقدم الكثير من الشهداء، وقام بحماية التظاهرات بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وقام بحماية المواطنين والديموقراطية وحرية الرأي. وكذلك في أحداث نهر البارد، المشابهة كثيراً للحادثة التي حصلت في عرسال. فقد ضحّى واقتلع الارهاب من جذوره. فابقوا ايمانكم قوياً بوحدتكم، وبلبنان وبقيادتكم على رأسها قائد الجيش العماد جان قهوجي». ثم عاد سليمان الى ثكنة قيادة الفوج الحدودي البري وخاطب العسكريين قائلاً: «إن المشوار الى هذه النقطة، الى عرسال يظهر مدى صعوبة المهمة التي تقومون بها». ورأى ان «البديل من ذلك هو انهيار البلد والحرب الاهلية، وسقوط الضحايا من أهلنا وأقربائنا وجيراننا وهدم المنازل ونهب البنى التحتية مثل ما حصل في الماضي. ولكن كلا، لقد تعلمنا درساً كبيراً، وسنتابع القيام بمهماتنا، وسنبقى نتلقى الضربات لكي نحمي أهلنا ومواطنينا وبلدنا». الصراخ علينا لربح الأصوات وأضاف: «لا تظنوا أن الصراخ الذي يعلو من قبل البعض الذين يريدون أن يوجهوا اليكم اللوم او يريدون أن يستعملوكم غطاء او ان يتفلسفوا عليكم او على قائدكم او على رئيس الجمهورية، فهؤلاء همهم الوحيد كيف يربحون صوتاً بالزائد او بالناقص. واذا كان هذا الصوت من قبل مذهبهم، فهم يتمنون ذلك ويلعبون على الوتر المذهبي. كلا، فليفهموا أن لا وجود للمذهبية في الجيش. لقد انتهت عملية المذهبية، وانتهت نغمة أن الجيش سينقسم، والناس يعلمون أن الجيش لا ينقسم. والمحاولات الشرسة لإرهابكم هي من اجل ذلك». وتابع: «عليكم أن تلبوا أوامر قيادتكم وأن تتوحدوا. وأؤكد لكم أن قيادتكم لديها الوعي الكامل، وقائد الجيش أيضاً الذي يعلم مهماته بشكل جيد ولديه الدعم من قبل الحكومة ويحظى أيضاً بدعمي الشخصي كقائد اعلى للقوى المسلحة». وزاد: «نحن للأسف نجد أنفسنا أحياناً في مواجهة الناس وبمواجهة أهلنا، لماذا؟ لأن هناك بعض السيئين المدسوسين بين الاهل. وإذا تحدثنا عن عرسال وطرابلس وصيدا، فهناك أقلية قليلة تقوم بالتخريب، ولكن الاكثرية هم أهلنا. ونحن عندما نضع خطة ما، يجب وضعها لتكون لمصلحة أهلنا والذين يحبوننا وليس فقط كي يتم توقيف أحد المطلوبين وندمر ونقتل العشرات. وهذا الامر تقدره قيادة الجيش. وكل أمر له وقته، ولا تعلموا متى يأتي الوقت المناسب». وأكد سليمان ان «الحريق كبير من حولنا ونحن نأسف ونتألم للذي يحصل في سورية. ولكن يجب حماية انفسنا وبلدنا. ولا ينفع سورية اذا نحن قمنا بتدمير وإحراق انفسنا. يجب حماية بلدنا ونبعد الشرارة لكي لا تأتي الينا». وتوجه الى العسكريين قائلاً: «أنتم تتعرضون لأعمال ارهابية واغتيال وهذا حادث شبيه بأحداث نهر البارد. وفي الوقت المناسب سيعاقب المرتكبون وسيحاسبون، والأهم أن تبقوا على جاهزية لكل التحديات. فعدونا يلبس لباساً متنوعاً. حاربتم في العديسة، ووقفتم الى جانب المقاومة في التحرير، وأيضاً قدمتم 50 شهيداً في حرب تموز، وحميتم الديموقراطية بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحافظتم على سلامة الناس، وكنتم الى جانب بعضكم في جميع هذه المهمات، من محاربة العدو الى حماية الديموقراطية والحريات العامة وحرية التعبير، وحماية حقوق الانسان والتصدي للإرهاب». وأضاف: «تاريخكم لا يستطيع أحد أن يمحوه بدقيقة، ففي نهر البارد قدم الجيش 180 شهيداً وأنتم تعلمون أن قلب الجيش كان على المواطنين وحرصنا على الوحدة الوطنية وقدمنا التضحيات لنحافظ على الوحدة الوطنية، وكان لي شرف قيادة هذا اللواء السادس الذي كان له دور كبير بالمراحل التي مر بها الوطن والجيش، وكان له دور مهم بتوحيد الجيش في خلال أيام الرئيس اميل لحود. فتاريخكم كتب بالدم. وواجبنا أن ندعمكم بكل شيء. علماً أن الدولة تقصّر في بعض الاحيان، وهؤلاء السياسيون الذين يتعاركون مع بعضهم بعضاً عبر شاشات التلفزة، لا يقدرون أن خلافاتهم وتجاذباتهم السياسية تنعكس على العمل العسكري. فبعد كل تصريح يتحرك الجيش لكي يحفظ الامن والقيام بالدوريات ويحمي الناس والمقار او المقامات الدينية. فوحدتكم فقط هي التي تحمي لبنان ووحدته».