حيا رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص امس الجيش في عيده، معاهداً على "تزويده ما يحتاج اليه لحماية الوطن وحفظ الحرية وسيادة القانون"، في حين اعلن قائد الجيش العماد ميشال سليمان في "أمر اليوم" ان "همنا الأساسي تحرير الجنوب والبقاع الغربي". نوّه الرئيس الحص بتضحيات الجيش ومناقبيته وانضباطه. وقال "ليلتف اللبنانيون حول الجيش ويجددوا ثقتهم به، قيادة وضباطاً وافراداً، ويوفروا له الدعم والمساندة لاداء المهمات الجسيمة الملقاة على عاتقه". واضاف "ان التضحيات التي قدمها الجيش، ولا يزال، في الجنوب والبقاع الغربي وسائر المناطق اللبنانية، هي أوسمة شرف ترصع تاريخه، وأدلة تنطق بنكران الذات والتفاني في اداء الواجب الوطني حتى الشهادة. فقد تخطى الجيش، في نجاح، كل المحطات الخطرة والحساسة التي واجهته منذ اعادة بنائه بعد الازمة الوطنية الكبرى، وتسلح بعقيدة قتالية واضحة حددت له الجيش الاسرائىلي عدواً محتلاً لا بد من العمل لاخراجه من لبنان من دون قيد أو شرط، والجيش العربي السوري جيشاً شقيقاً يشارك في واجب التصدي للاحتلال". وتابع الحص "ان ما يطلب من الجيش في هذه المرحلة جليل وكبير، على الحدود او في الداخل، واننا على يقين انه على قدر الآمال المعقودة عليه". وعاهد باسم الحكومة على "تزويده كل ما يحتاج اليه من عديد وعتاد ليبقى الدرع التي تحمي الوطن وتحفظ حرية المواطنين وتؤكد سيادة القانون". وفي المناسبة، قام قائد الجيش العماد سليمان بجولة تفقدية على الوحدات العسكرية على جبهة المواجهة مع القوات الاسرائىلية في البقاع الغربي وأعطى التوجيهات اللازمة لها. ووجّه امس الى العسكريين "أمر اليوم" الذي سيذاع في احتفالات تقام في الثكن، وجاء فيه: "يطل علينا العيد الرابع والخمسون للجيش بعد سنة حفلت بالتطورات البارزة وزخرت بالتضحيات والعطاءات، أثبتم خلالها أنكم أشد صلابة في المواقف المبدئية وأكثر منعة حيال الاخطار المحدقة، وتظللتم جميعاً بروح المسؤولية الوطنية وتحليتم بالمناقبية ونكران الذات. فقد شهدت السنة الفائتة استحقاقاً وطنياً كبيراً تمثل بانتخاب العماد أميل لحود رئيساً للجمهورية، فانتقل من مسؤولية قيادة الجيش الى مسؤولية قيادة البلاد في عملية ديموقراطية شهدت إجماعاً نيابياً وشعبياً قلّ نظيره، وكان انتخابه تشريفاً لكم ولمؤسستكم من الشعب وممثليه". واضاف "تواجهون في الجنوب والبقاع الغربي عدواً شرساً ما انفك يمارس الاعتداءات المتكررة عليكم وعلى شعبكم وأرضكم، وليس آخرها ضرب محطات تحويل الكهرباء والجسور في محاولة لتخريب ازدهار الوطن وتقدمه ولزعزعة الصفوف واحداث الإرباكات، فتصديتم لاعتداءاته ببسالة وبكل ما توافر من وسائل، وهببتم على وجه السرعة لإعادة وصل ما انقطع ومحو نتائج العدوان، فكنتم كما عهدناكم لشعبكم اليد المعينة والأمل المرتجى وتعززت الثقة بكم بعدما أثبتم أنكم أهل لهذه الثقة. والى جانبكم يقف الجيش العربي السوري الشقيق داعماً في مواجهة العدو المشترك وحماية السلم الاهلي وترسيخ الوحدة الوطنية وتثبيت ركائز المؤسسات الشرعية في اطار وحدة المصير التي لن يستطيع العدو النفاذ من خلالها ولا الفصل بين المسارين اللبناني والسوري اذ ان التنسيق بين الجيشين الشقيقين ثابت وأقوى من ان تهزه مؤامرات العدو وعملائه". وأعلن "ان همنا الأساسي هو تحرير الجنوب والبقاع الغربي حيث يرزح قسم من شعبنا تحت نير الاحتلال وحيث توجه المقاومة ضرباتها الى العدو محدثة البلبلة في صفوفه والإرباك في مجتمعه. وأنتم تستعدون للتحرير وتتصدون للعدو كان هاجسكم الدائم توفير مقومات الصمود للوطن والمواطن، وأهمها الأمن الذي هو قاعدة الإنطلاق للتحرير واساس عودة الحياة الطبيعية واطلاق النشاطات كافة. أثبتّم في أدائكم الامني جدارة عالية فبتّم موضع ارتياح المواطنين لحزمكم وتجردكم في تطبيق القوانين". وختم "ان المؤسسة العسكرية تلتزم تنفيذ قرارات السلطة الاجرائية، وهي كما المثل والمثال تحت القانون وتتقيد بالحدود التي يرسمها القانون وستبقى بعيدة من السياسة وتجاذباتها، فهي من كل الوطن ورائدها ان تبقى لكل الوطن ولخير ابنائه جميعاً".