سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مناطق القبائل الباكستانية تحت سلطة المتشددين والحكومة بلا "حيلة" أفغانستان : مقتل 10 من "طالبان" في هجوم وحاكم يتهم "القاعدة" ودولاً بالتحريض على العنف
قتل عشرة من متمردي حركة"طالبان"وشرطي وحيد في مواجهات وقعت في ولاية غزني وسط شرقي أفغانستان. وأوضحت الشرطة ان الاشتباك استمر نحو ساعة، وتلا هجوماً شنه مقاتلو"طالبان"على آلية، وشهد طلب تعزيزات من اجل تطويق المتمردين. على صعيد آخر, أفادت المنظمة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان، ان الغارة الجوية التي شنتها قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة على قرية عزيزي ضمن ولاية قندهار جنوب ليل الاحد - الاثنين الماضي من اجل طرد عناصر من"طالبان", أوقعت 34 قتيلاً في صفوف المدنيين بينهم 24 من عائلة واحدة, اي ضعف العدد الرسمي المعلن. على صعيد آخر، اعلن حاكم ولاية قندهار اسد الله خالد ان عناصر تنظيم"القاعدة"وناشطين اسلاميين وبعض الدول حرضوا"طالبان"على تجديد هجماتهم من اجل السيطرة على مزيد من المناطق في جنوبأفغانستان، وتأكيد نفوذ الحركة. وشدد على ان"موجة أعمال العنف الأخيرة تجاوزت التمرد في حد ذاته"، وذلك استناداً الى معلومات وفرتها أجهزة الاستخبارات الأفغانية، علماً ان السلطات الأفغانية دأبت على تأكيد إشراف قادة"طالبان"على التمرد من باكستان اثر فرارهم من أفغانستان مع حلفائهم في القاعدة في نهاية عام 2001، بعدما أطاح ائتلاف تقوده الولاياتالمتحدة بنظام حكم"طالبان". وقال الحاكم ان أجهزة الاستخبارات تملك أدلة تثبت ان"قياديين كباراً في طالبان"يعيشون في باكستان حيث يجندون مقاتلين خصوصاً في مدينة كويتا. وأثارت هذه الاتهامات التي كررها أخيراً مسؤول عسكري بريطاني في جنوبأفغانستان نفياً قاطعاً في إسلام آباد. وفي باكستان، أكد سكان من مناطق القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان خضوعهم لسيطرة"طالبان"بالكامل. وقال بايدار، أحد أبناء قبيلة وزير:"الحكومة بلا حيلة في مواجهة طالبان متشددين وليسوا متدينين فقط". وأشار بايدار الذي أغلق صيدلية يملكها في سوق ببلدة وانا الرئيسية في إقليم جنوب وزيرستان وانتقل الى بلدة تانك في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، الى ان المخاوف الحقيقية تشمل رجال الأعمال والمثقفين لأنهم يخشون الاستهداف أو القتل على أيدي مقاتلي"طالبان"بحجة الاشتباه بعملهم بصفة مخبرين لدى الحكومة او الأميركيين". وفي لقاء أجراه الرئيس الباكستاني مع محطة"أفت خيبر"التلفزيونية المستقلة الناطقة بلغة البشتون وبثت في 19 من الشهر الجاري، أكد مشرف نجاح العمليات العسكرية التي نفذت ضد تنظيم"القاعدة"في مناطق القبائل بين عامي 2003 و2005،"لكن التشدد والنزعة الطالبانية يتوسعان، ما حول التركيز حالياً من الإرهاب الى التشدد". وفيما تتكثف المعارك في شمال وزيرستان ساد الهدوء جارتها الجنوبية، لكن أحد أبناء قبيلة ميهسودز اشتكى من افتقاد نفوذ الحكومة في الاقليم، وقال:"يعزز طالبان وضعهم في المنطقة التي باتوا يحكمونها بالفعل". ومع تركز حملة الجيش الباكستاني في الشمال، أصبحت عمليات الاغتيال السياسي شائعة في الجنوب، وكمن مسلحون مجهولون لمديري وزعماء قبليين موالين للحكومة وصحافيين، ما دفع كثيرين الى الفرار الى مناطق هادئة في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي. وفتح الفراغ في السلطة الباب أمام رجال الدين المتشددين الذين يطلق عليهم الإعلام اسم"طالبان الباكستانيين"الذين يقول مشرف انهم لا يخضعون لسلطة زعيم واحد. لكن حاجي محمد عمر، وهو رجل ضخم الجثة وكث اللحية يبلغ 45 سنة من العمر، يعد أحد القوى الجديدة في جنوب وزيرستان. ويقول سكان ان رجاله يتجولون في أنحاء وانا على متن شاحنات مكشوفة تحمل قاذفات صواريخ. وفتح المتشددون مكاتب وشيدوا نقاط تفتيش في السوق الرئيسة في وانا من اجل جمع رسوم من المركبات الداخلة. كما شيدوا محاكم تجري محاكمات فورية.