راوحت الأزمة السياسية العراقية مكانها بعد تمسك كل الكتل بأسماء مرشحيها للمناصب الرئيسية الثلاثة، وسط انباء عن حلحلة للعقدة داخل كتلة"الائتلاف"الشيعي، في ما يتعلق بتسمية مرشحها لرئاسة الحكومة المقبلة، على رغم اعلانها رسمياً تمسكها بإبراهيم الجعفري. وطالبت القائمة"العراقية"بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي بتداول المناصب السيادية، خصوصاً منصبي رئاسة الجمهورية، ووزارة الخارجية، بين العرب والأكراد، واعتماد الاستحقاق الوطني في توزيع المناصب السيادية بديلاً للاستحقاق الانتخابي. وقال الشيخ خلف العليان، احد قياديي كتلة جبهة"التوافق"ل"الحياة"ان"مواقف الكتل البرلمانية السابقة لم تتغير ولم يطرأ عليها جديد"، واوضح ان اليومين السابقين لم يشهدا اجتماعات تشاورية لقادة الكتل واكد عدم التحفظ"عن مرشحي الجبهة للمناصب الرئاسية"، عدا تلك التي ابدتها كتلة"الائتلاف"، عن طارق الهاشمي المرشح لمنصب رئيس البرلمان، مشيراً الى ان"هذه التحفظات غير مبررة وذات طابع انفعالي"، وجاءت رداً على رفض الجبهة ترشيح الجعفري نافياً ما تردد من انباء عن المطالبة بترشيح اياد السامرائي، بديلاً للهاشمي. وعلى رغم اعلان كتلة"الائتلاف"تمسكها بترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة، اكد عضو الكتلة النائب شيروان الوائلي ل"الحياة"ان"الهيئة السياسية العليا قررت دعوة الهيئة العامة للانعقاد مطلع الاسبوع المقبل، لمناقشة الحلول البديلة المطروحة للخروج من الازمة التي خلفها رفض الكتل الاخرى ترشيح الجعفري". واوضح ان توافقاً مبدئياً بين الكيانات السياسية المنضوية تحت لواء"الائتلاف"، يقضي باقتصار تقديم المرشحين البدلاء عن الجعفري على اعضاء حزب الدعوة"اذا انقطعت السبل بالهيئة العامة للتوصل الى حل للخروج من الازمة". وفي السياق ذاته، اكد عضو آخر في"الائتلاف"، فضل عدم ذكر اسمه ل"الحياة"ان"مكونات الكتلة شرعت فعلاً بدراسة الاسماء البديلة المطروحة"مشيراً الى ان حزب"الدعوة"رشح اربعة اسماء بديلة هي: علي الاديب وجواد المالكي وحيدر العبادي وعبد الفلاح السوداني. وجميعهم اعضاء في المكتب السياسي للحزب. واوضح ان المالكي هو"الاوفر حظاً داخل الائتلاف بينما يتمتع الاديب، بحظوظ اوفر خارجه"، واكد ان"الاعلان عن المرشح البديل سيكون بعد حسم مواقف مكونات الائتلاف موقفها". وعما اذا كان المالكي هو المرشح البديل قال خلف العليان ل"الحياة":"اننا نرحب بالمالكي كونه يمثل نفساً عراقياً خالصاً بالنسبة الينا"، لافتاً الى ان"المالكي على رغم الشراسة التي يظهرها في مواقفه، الا انه موضع ترحيب بالنسبة الينا". وأشار الى ان الهاشمي مرشح لرئاسة البرلمان هو الاقدر على ادارة هذا المنصب،"لما يمتاز به من مواصفات والحكم على شخصيته استناداً الى ردود فعل ابداها تجاه ذبح بني جلدته امر مرفوض وغير عادل". ولفت إلى أن"المناصب الرئيسية في الحكومة وزعت على أساس تكويني طائفي على رغم تأكيدنا المستمر أن يكون توزيع المناصب على أساس الكفاءات ضمن حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع". من جهته، نفى النائب سامي العسكري من"الائتلاف"أن تكون المرجعية الدينية المتمثلة بآية الله السيد علي السيستاني"أوصت بتنحي مرشح الجعفري". واكد في تصريحات صحافية ان الجعفري"ما زال مرشحاً وهناك اقتراحات من خارج الكتلة تدعو إلى ترشيح المالكي او علي الأديب". وأوضح ان"جبهة التوافق ستوضح موقفها في الاجتماع الذي سيعقد عصر هذا اليوم امس حول مرشحها لمنصب رئاسة مجلس النواب وستعرض إذا كان لها مرشح بديل عن الهاشمي". على الصعيد ذاته، انتقد العسكري إحجام العرب السنة عن الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، وقال:"الائتلاف ليس لديه اعتراض على تولي جلال طالباني منصب رئيس الجمهورية". مؤكداً ان"السنة اختاروا الإحجام عن الترشيح للمنصب وتركوا الباب مفتوحاً أمام الأكراد". وكان"التحالف الكردستاني"، ثاني أكبر كتلة في مجلس النواب، رشح طالباني لولاية ثانية.