رأى معلقون اسرائيليون ان تصريح رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية موساد مئير داغان اول من أمس بأن ايران لن تمتلك قدرات نووية حقيقية قبل العام 2010 لم يكن زلة لسان، انما جاء ليبدد الانطباع الذي تتركه تصريحات رئيس الحكومة ايهود اولمرت وزعيم "ليكود" بنيامين نتانياهو وغيرهما من المسؤولين الحكوميين وكأن ايران على وشك الحاق كارثة ثانية بالشعب اليهودي على غرار تلك التي ارتكبها الزعيم النازي ادولف هتلر. واعتبر المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"الوف بن أقوال داغان"صفارة تهدئة وطمأنة"تقول عمليا ان"امام اسرائيل والمجتمع الدولي متسعا من الوقت لاستنفاد الخطوات الديبلوماسية لثني ايران عن مشروعها". واضاف متهكما، ان بإمكان الاسرائيليين مغادرة الملاجئ التي يلتزمونها جراء تصريحات اولمرت ونتانياهو. وكان داغان، المسؤول الاسرائيلي الأول المكلف متابعة الملف الايراني، قدم امام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية عرضا تفصيليا عن مسار التقدم المتوقع في المشروع الايراني مشيرا الى ان طهران ستبلغ فعلا قدرات نووية بعد ثلاث سنوات على أقل تعديل في حال اجتازت عقبات ومشاكل تواجهها أخيرا في السير في مشروعها. وتمنى المعلق بن على المستوى السياسي في اسرائيل الكف عن تخويف الاسرائيليين أو التلويح بضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية أو حض واشنطن على تنفيذ هذه المهمة. ودفعت أقوال داغان بمصدر سياسي رفيع المستوى الى تعديل الخطاب الرسمي الاسرائيلي بقوله ان وتيرة تقدم المشروع الايراني تتيح وقتا لمواصلة الجهود الديبلوماسية ضد طهران. وتوقع المصدر أن يصدر مجلس الامن الدولي قريبا قرارا بفرض عقوبات على طهران بتأييد الدول الخمس الدائمة العضوية يعقبه وضع آلية لتنفيذ العقوبات فضلا عن مطالبة ايران بالرضوخ لقرارات سابقة بوقف تخصيب اليورانيوم. وأشار المصدر الى ان تل ابيب تتوقع من واشنطن والاتحاد الاوروبي ان يشرعا، ابتداء من كانون الثاني يناير المقبل بتطبيق عقوبات اقتصادية وسياسية أوسع على طهران مثل الامتناع عن زيارتها وعن استضافة شخصيات ايرانية وقيام معاهد أبحاث في الغرب بمقاطعة معهد ابحاث المحرقة في طهران. وبحسب المصدر الاسرائيلي فإن من شأن هذه العقوبات، في ظل الوضع الاقتصادي المأزوم أصلا في ايران واستشراء البطالة والتضخم المالي، أن تحرض المواطنين في ايران ضد النظام. وختم المصدر بالقول ان المشروع النووي الايراني يواجه عقبات ومشاكل فنية كثيرة معتبرا إعلان طهران عن"توقع انطلاقة قريبة"في المشروع يندرج في اطار مسعاها لرسم صورة وردية للواقع". لكن"رسالة التهدئة"التي بثها داغان للاسرائيليين لم ترق كما يبدو لزعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو الذي اعتبر أقوال رئيس"موساد""جرس انذار". وقال في لقاء بادر اليه في تل ابيب مع ستين سفيرا وديبلوماسيا أجنبيا انه ينبغي على المجتمع الدولي"عمل كل شيء خلال الأيام الألف التي تحدث عنها رئيس موساد من أجل وقف القنبلة النووية الايرانية"، مضيفا انه"كلما كانت العصا أطول تضاءل احتمال استعمالها". وزاد ان التهديد الايراني خطر على اسرائيل وعلى العالم بأسره. وساوى نتانياهو بين النظام في ايران والنظام النازي"لكن هذه المرة يريد الرئيس الايراني ابادة شعب له دولة. أحمدي نجاد هو مشكلة اليهود لكنه ايضا مشكلة العالم بأسره. انه يريد اقامة امبراطورية اسلامية، رايخ اسلامي، وهذا خطر على اسرائيل والدول العربية والمسلمين والغرب والشرق على السواء".