أقر الرئيس الاميركي جورج بوش في لقاء مع صحافيين يمينيين اول من امس ان"العدو"، وليس القوات الاميركية في العراق،"هو من يتحكم بوتيرة الحرب وطرق خوضها ومعيار الانتصار فيها". وكشفت مجلة"ناشونال ريفيو"الاميركية في طبعتها الالكترونية امس ان بوش، الذي ما زال مصمماً على تحقيق النصر،"يشعر بالإحباط نتيجة عدم توافر وسيلة او معيار لقياس التقدم"في العراق. ونقلت عنه قوله إنه سيقرر سحب القوات الاميركية في حال بدا انها لن تكون قادرة على تحقيق النصر. وقال كاتب المقال الذي شارك في الاجتماع مع الرئيس الاميركي، بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده الاخير، ان اجواء الاحباط سادت خلال اللقاء في المكتب البيضاوي بسبب الشلل الذي تعاني منه الحكومة العراقية وعدم ظهور اي مؤشر الى ان القوات الاميركية تحقق تقدما في اتجاه الانتصار في الحرب. واشار الى ان الاميركيين ليسوا على استعداد لمواصلة دعم حرب تبدو خاسرة. ونقلت المجلة عن المعلق السياسي مارك ستاين قوله لبوش خلال اللقاء ان الاميركيين دعموه عندما تحرك لإطاحة نظامي"طالبان"في افغانستان وصدام حسين في العراق، ولكنهم"ليسوا مستعدين لدعم حرب غير مشكورة تبدو وكأنها شبه استعمار تخوض فيها القوات الاميركية حربا دفاعية بلا نهاية". ورد بوش على ستاين بقوله إن القوات الاميركية"تخوض حربا هجومية كل يوم"، مشيرا الى ان القيادة العسكرية قررت عدم الاعلان عن اعداد القتلى في صفوف العدو اسوة بما كان يحصل خلال الحرب في فيتنام، ما يجعل القوات الاميركية"تبدو وكأنها تتجول في العراق بلا هدف وتدير حركة السير فيما تتعرض للهجمات". وشدد بوش على ان القوات الاميركية تشن هجمات يومية وتحقق انجازات لا تُعلن، مؤكدا احباطه بسبب الانطباع السائد بأن القوات الاميركية لن تتمكن من انجاز المهمة. وقال:"يسألني اصدقائي: هل نحن ننتصر؟ هل سننتصر؟ يريدون ان يعرفوا". واشار الى انه"من بين المشاكل التي تواجه الحرب هي ان مقياس النجاح او الفشل بات عدد المدنيين العراقيين الابرياء الذين يقتلون بايدي الارهابيين والجماعات المسلحة الاخرى، وعندما يسقط عدد كبير من المدنيين، يقولون ان العدو ينتصر، وهذا ليس صحيحا". ورفض بوش رفضا قاطعا فكرة تقسيم العراق لكنه دعم فكرة الفيدرالية في اطار عراق موحد بشرط ان تتحقق بالتوافق بين مكونات الشعب العراقي. من جهته، أبدى وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد عدم رضاه عن مستوى التقدم الذي تحققه قوات الامن العراقية في القيام بمهماتها، ووعد بتقديم المزيد من الدعم لها. وقال رامسفيلد في مؤتمر صحافي انه اجرى تقويما جديدا للتقدم الذي تحرزه القوات العراقية وانه ليس راضيا، واضاف"قررنا زيادة موازناتها". لكنه اعتبر ان من الصعب توقع متى يمكن للعراقيين ان يتسلموا زمام الامور في بلدهم. عملية"ابو درع" وفي بغداد، أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي ان العملية العسكرية التي قادتها القوات الأميركية في مدينة الصدر الاربعاء كانت تستهدف الناشط في التيار الصدري"ابو درع"، أحد زعماء"فرق الموت"الذي تمكن من الافلات، فيما اتهم التيار الصدري من اسماها"الفرقة القذرة"العراقية بتنفيذ العملية العسكرية في مدينة الصدر التي أدت الى مقتل 10 أشخاص واعتقال 13، معترفاً في الوقت نفسه بتنفيذ"أبو درع"عدداً من عمليات القتل في مناطق سنية. وأوضح المالكي في حديث الى وكالة"رويترز"ان عملية المداهمة حظيت بدعمه، غير أنه قال انها تمت بطريقة عنيفة يمكن أن تقوض اتفاقاً سياسياً عمل على التوصل اليه مع مقتدى الصدر. وأضاف المالكي:"قلت اننا نوافق على اعتقال المطلوب قضائياً. ولا نمانع باعتقال اي مجرم سني او شيعي يقتل الناس. ولكن ما حدث ليس اعتقالاً". وتساءل:"هل ترسل طائرات ومدرعات لاعتقال شخص؟... يجب عدم ايذاء االناس ونشر الرعب خلال عمليات الاعتقال". وبدا أن المالكي تراجع عن انتقاده لعملية المداهمة في مؤتمر صحافي الاربعاء بعدما قال انه لم يستشر. وقال ان ما كان يقصده يتعلق بعملية أخرى في المنطقة نفسها جاءت في اطار ملاحقة خاطفي جندي أميركي. واضاف:"الموضوع الاول نعلم به، لكنهم الأميركيين لم يبلغوننا عن الموضوع الثاني. هذه قلة تنسيق". وذكر المالكي ان شقيق الجندي الأميركي، الذي خطف مع شقيقه وأطلق لاحقاً، ذكر ان"جيش المهدي"هو الذي خطف شقيقه الجندي، مضيفاً ان"جيش المهدي"أكد عدم علاقته بالخطف. وذكر المالكي ان متمردين من السنة وموالين للرئيس المخلوع صدام حسين يرتدون الزي الأسود الشبيه بزي"جيش المهدي". الى ذلك، أعلن قائد شرطة النجف العقيد عبد الكريم المياحي مساء امس ان السلطات المحلية اعادت فتح كل المزارات المقدسة في مدينتي النجف والكوفة، بما فيها مرقد الامام علي، بعد اغلاقها لساعات بسبب ورود معلومات عن"مخطط لتنظيم القاعدة لتفجيرها".