وعد الرئيس جورج بوش الأميركيين أثناء زيارته الولايات المتضررة من إعصار"كاترينا"في"القيام بجهد كبير"للتخفيف عن المواطنين المنكوبين الذين قدر عددهم بنحو 155 ألف شخص. وذكر المتحدث باسم سلاح الهندسة في الجيش الأميركي جون هول ان عمليات سحب المياه يمكن ان تستغرق 80 يوماً أو أكثر وان الجيش يعمل على إصلاح صدوع كبيرة في السدود. كما أشارت وكالة حماية البيئة الأميركية ان نحو 1223 نظام مياه شفة في الولايات الثلاث المنكوبة تضرر. وتمكنت أمس نحو 10 مصاف نفطية واقعة على الخليج المكسيكي وفي الغرب الأوسط الأميركي من استئناف عملها بفضل الإمدادات التي حصلت عليها من الاحتياط الإستراتيجي الحكومي. وتوقع الخبراء ان يتأخر العمل في 4 من أصل 8 مصافي نفط أصيبت بالإعصار وتضررت في شكل كبير من الفياضانات تابعة لشركات شيفرون وكونوكوفيلبس وإكسون موبيل الأميركية تقع معظمها في جنوب شرقي نيو أورليانز وتوفر نحو 5 في المئة من الطاقة التكريرية في الولاياتالمتحدة. وكانت إحدى منشآت التكرير التابعة لشركة"موتيفا"مشروع مشترك بين شل وأرامكو السعودية استأنفت عملها في لويزيانا أمس. وأسوة بالرئيس بوش، دعت شركة"رويال داتش شل"الشعب الأميركي إلى التقشف في استهلاك الوقود في الأسابيع القليلة المقبلة، علماً ان هيئة"إدارة معلومات الطاقة"أشارت إلى استمرار تسجيل نقص في الوقود في محطات التعبئة في البلاد. ومن ناحية أخرى، أعربت حاكم لويزيانا كاثلين بلانكو عن أملها في وضع"خطة مارشال"مستوحاة من خطة دعم أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية بهدف إعادة اعمار ولاية لويزيانا. وقالت في تصريح صحافي في اختنام اللقاء مع الرئيس بوش"سنعمل جميعنا من اجل إعادة اعمار ولايتنا". كما أعلن محافظ ولاية أركانسو مايك هوكابي انه ينوي استخدام نحو 100 مليون دولار من فائض موازنة ولايته بهدف المساهمة في مساعدة العائلات المنكوبة التي نقلت إلى الولاية يقدر عددهم بنحو 70 إلى 100 ألف شخص. تقديرات الخسائر أشارت نقابة لويدز لشركات التأمين في لندن يوم الأحد الماضي الى أنها لا تملك بعد تقديرات أولية لخسائر إعصار كاترينا، التي اعتبرتها شركة"هانوفر ري"الألمانية"الكارثة الطبيعية الأكثر كلفة عبر التاريخ"، لكنها أشارت الى أنها جاهزة للتكفل بالمطالبات. وتوقعت شركة"ريسك ماناجمنت سوليوشنز"الأميركية ان تصل قيمة الأضرار الاقتصادية العامة إلى 100 بليون دولار، وان تبلغ الخسائر المغطاة ببوالص التأمين نحو 20 إلى 35 بليون دولار. وذكرت مصادر متخصصة ان نحو 40 في المئة فقط من المنازل في نيو أورليانز لديها بوالص تأمين ضد الفياضانات. وكانت شركة"لويدز"اللندنية العريقة ذكرت في الأسبوع الماضي أنها تتوقع الحصول على"مطالبات تأمين ضخمة"معظمها من منصات نفط وغاز بحرية واقعة في خليج المكسيك، إضافة إلى مطالبات على الأملاك ومن الشركات التي توقفت أعمالها. وتوقعت شركة"سويس ري"ثاني أكبر شركة إعادة تأمين عالمياً ان تردها مطالبات تصل إلى 500 مليون دولار. ومن ناحية المؤشرات الاقتصادية العامة، اعتبر العضو المنتدب في صندوق النقد الدولي رودريغو راتو خلال مؤتمر صحافي له في سنغافورة ان"ارتفاع أسعار النفط بسبب الإعصار كاترينا سيكون لديه أثر طفيف على النمو الاقتصادي العالمي". وتوقع راتو ان"يحقق الاقتصاد العالمي نمواً في السنة الجارية يتخطى 4 في المئة"، كونه"أصبح أكثر قدرة على استيعاب القفزات السريعة في أسعار النفط". وخلافاً لكلام راتو، أشار رئيس"إنتر أميريكان ديفيلوبمنت بنك"إنريكي إيغلازياس ان"دول أميركا الوسطى بدأت تشعر بعبء الأزمة عليها، كونها تعتمد في مصادرها النفطية على مصافي المناطق الأميركية المنكوبة بشكل أساسي".