أصدر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس مرسوماً بالموافقة على استقالة وزير المال الدكتور باسم عوض الله بعد مطالبات نيابية بإجراء تعديلات على الطاقم الاقتصادي للحكومة الأردنية التي شكلها عدنان بدران في بداية نيسان ابريل الماضي. واعتبر العاهل الأردني استقالة عوض الله الذي يوصف بأنه الرجل القوي في الحكومة بأنها"تضحية من اجل الإصلاح". وانتقد الملك عبدالله، في رسالة وجهها أمس إلى رئيس الوزراء،"الهجوم المركز على الإصلاح ومؤيديه"معتبراً ان ما جرى هو تجاوز لمبادئ الإصلاح في التعرض للأشخاص الذين تبنوا الإصلاح، وقال:"من المؤسف إن من ينتقد ويهاجم البرنامج الوطني حاد عن مبادئ الإصلاح ونجح في"شخصنة"دعاته، ورغم ان الإصلاح مبادئ وليس أشخاصاً إلا أنهم نجحوا في تشخيصه وشخصنته". وكان وزير المال المستقيل الذي يوصف ب"الرجل الإشكالي"في الحكومة سبق واستقال من الحكومة السابقة في نهاية شباط فبراير الماضي بعد هجوم نيابي مركز، إلا أن عودة ظهوره في الحكومة الجديدة بعد اقل من شهرين على خروجه أوجد جبهة نيابية ترفض عودته إلى الحكومة. ووقع 47 نائباً على عريضة تحجب الثقة عن الحكومة مع مطالب أهمها إجراء تعديل على الطاقم الاقتصادي وعلى رأسه خروج رئيس الفريق الوزير عوض الله. وأدت حال الارتباك في الحكومة الجديدة إلى تأخير طلب الثقة من مجلس النواب حتى غدا نيل الحكومة لتلك الثقة أمراً صعباً بعد إعلان 47 نائباً حجب الثقة أضافة إلى نواب جبهة العمل الإسلامي ال 17 الذين يرفضون اعادة إعطاء الثقة للحكومات المتعاقبة. واعتبر خروج الوزير عوض الله من الحكومة خطوة من اجل خدمة الإصلاح الداخلي، وهو قال في بيان صحافي له أمس:"لأن الإصلاح يستحق كل تضحية، فقد التزمت مبادىء الاصلاح وهي الأهم ولا تضحية تعلو عليها، ان الاصلاح لن يعدم رواده من أبناء الأردن وبناته... وأنا أغادر الموقع إرادياً ومقتنعاُ بأن الأفق المشرق قادم". وقال نواب من الموقعين على عريضة الحجب ل"الحياة"ان استقالة وزير المال جزء بسيط من برنامجهم وانهم بحاجة إلى التفاهم مع الحكومة على باقي المطالب. وأكدت مصادر رسمية أن تعديلاُ وزارياً على الحكومة سيجرى خلال الأيام المقبلة لتعيين وزير جديد للمال وإدخال 3 وزراء جدد من اجل تمثيل مناطق الجنوب في الحكومة قبل الدورة الاستثنائية التي يتوقع انعقادها بداية تموز يوليو المقبل. واعتبرت مصادر مطلعة ان استقالة عوض الله ستخفف من فرص الاحتكاك بين الحكومة ومجلس النواب الذي اعتبر أعضاء فيه أنهم حققوا نجاحاً قل نظيره في السنوات الماضية.