تحت عنوان "الموضة الشرقية في باريس"، أضاءت ألوان المغرب فندق "بريستول" في باريس اخيراً. أربعة مصممي أزياء مغاربة، ممن ذاع صيتهم في بلادهم والعالم، هم: البير واكنين، كريم تاسي، ناجية عبادي ومحمد لخضر، عرضوا للمرة الأولى مجموعاتهم لل"هوت كوتور" في باريس. العرض الأول ضمّ كلاً من البير واكنين، ناجية عبادي و محمد لخضر. وعرض كريم تاسي منفرداً بعد اسبوع. ملكة افريقيا اختار محمد لخضر"ملكة أفريقيا"عنواناً لمجموعته، مثمناً المرأة وملقياً الضوء على أنوثة ملكات أفريقيا. من الشرق إلى الغرب، ومن الجنوب إلى الشمال، مزج لخضر بين التقاليد القديمة والعمل الفني المغربي. فجاءت مجموعته مبهرة، مليئة بالشغف، تميّزت بألوان خلاّبة. مجموعة محمد لخضر جاءت إبداعات من الأقمشة المشغولة، معتمدة مزجاً من الألوان الحيوية والتطريز بالخيوط الذهبية. وقد استطاع لخضر الإفادة من النهضة التي لحقت بموضة باريس. أناقة ملكية الرسم طريقتها المثلى في التعبير منذ الطفولة. تخرجت في مدرسة الأزياء الباريسية، ناجية عبادي، مصممة الأزياء المغربية عملت في العديد من دور الأزياء الفرنسية والسويسرية قبل أن تفتتح دار العرائس الخاص بها. في 2002، عادت إلى المغرب لتعيد الروح إلى اللباس التقليدي المغربي. بلمساتها الفنية، أضافت عبادي إلى هذا اللباس أناقة ملكية، من خلال تطريز فنيّ على قصّات غربية. مطوّعة القصّات والأقمشة، قدمت عبادي مجموعتها مداعبة الاحلام، مستوحية من نجمات وأيقونات السينما، الرفاهية والأناقة. التطريز البرّاق من الدار البيضاء، خرج البير واكنين، بشغفه الى عالم الأزياء. اتضحت معالمه في السنوات الأولى من حياته، متأثراً بوالدته التي تربى بين جدران دار أزيائها الخاص... في العشرين من عمره، انغمس واكنين قلباً وروحاً في عالم الأزياء، فابدع لأنوثة المرأة، معتمداً على موهبة، وخصوصية في الرؤية. في الثالثة والثلاثين، تحول هذا المصمم مرجعاً في عالم الأزياء في بلاده. في سمفونيات من الاقمشة الحريرية والالوان الفاخرة، قدم واكنين مجموعة كرّم فيها نجمات السينما وسفيراتها، متخطياً الحدود بزاوج الفن الشرقي مع عالم من التطريز البراق والستراس. بساطة الغرب مجموعة كريم تاسي، جاءت انعكاساً واضحاً، لطفولته المغربية، وانطلقت كما كل شيء في حياته من مكان مولده في ال"دار البيضاء". متأثراً بمراهقته المغربية - الفرنسية، تردد على دور الأزياء متتبعاً آخر صيحات الموضة. بعد تخرجه في مدرسة الأزياء في باريس، تدرّج تاسي في اهم دور الأزياء العالمية، مما زاد من خبراته. في 1999، قدم كريم تاسي، مجموعته الأولى في المغرب لتصبح مجموعاته من الهوت كوتور، والالبسة الجاهزة والاكسسوارات ذائعة الصيت في العديد من عواصم الموضة العربية والاوروبية: باريس، روما، الكويت، بيروت، الرباط وغيرها... تاسي، يجمع بين الموهبة والفن، يتمتع بذوق رفيع وبخطوط خاصة. يرتكز بأسلوبه الى المزج بين الشرق والغرب، معتمداً على التناقضات وغنى الثقافات، هذا المصمم لا ينفك يمزج بباسطة بين الأسس المغربية والإحساس الأوروبي المرهف. وللمتخرجين أسبوعٌ للموضة حازت جيس نوي الجائزة المالية التي تقدم سنوياً في اطار أسبوع أزياء المتخرجين، وهي بقيمة 20 ألف جنيه استرليني. الا أن القيمة المعنوية لهذه الجائزة تفوق تلك المادية بأشواط. فقد استطاعت نوي أن تضع أولى خطواتها على الطريق التي سلكها كل من جون غاليانو، وستيلا ماك كارتني وكريستوفر بايلي، الذين يعتبرون ابرز من انطلقوا من هذا الحدث. وشارك في هذا الحدث الذي انطلق عام 1991 ويعتبر من اهم المنصات لاكتشاف المواهب الجديدة، 1100 طالب من 35 جامعة من مختلف أنحاء العالم تخرجوا حديثاً، واستطاعوا أن يبهروا القيّمين على هذا الحدث بما قدموا من جديد ولافت صنّفه الحاضرون بأنه يعد بستقبل زاهر في دنيا الموضة.