لمن المؤسف والمخجل حقاً مبايعة المقاوم أنور ياسين بالقول قلوبنا معك يا أنور أيها الأسير المحرر ومن ثم ننقلب عليه وننقض شاهرين سيوفنا القاطعة لأجل إقصائه وتهميشه لإنتمائه الفكري العقائدي ومن الإجحاف المقيت أن تقترع الأكثرية الساحقة بامتياز للمقاومة والتحرير ومن ثم تحت وطأة التهديد بالتكليف الشرعي تحجب هذه الأكثرية صوتها عن أنور ياسين المقاوم الذي ناضل وجاهد من اجل حريتها وسيادتها وكرامتها وما هي إلا ثلة مخلصة وفية منسجمة مع مبادئها ونفسها ساندت بصدق وحماسة أنور إبن الجنوب البار، فاقترعت لمصلحته من منطلق قناعاتها بنضاله وكفاحه ومقاومته لتقول نعم لأنور المقاوم نعم لأنور المناضل لا لإسرائيل الشر المطلق نعم لأنور عنوان الكرامة والعنفوان والإباء. حقاً إن ما حصل في الخامس من حزيران يونيو يبعث على الألم والحسرة والندم لا بل هو إشكالية معنوية وأخلاقية مثيرة للجدل والنقاش والإشمئزاز في آنٍ واحد. إنها خلط للأوراق وتمويه للحقيقة وتبسيط ساذج للمواقف المتخذة بغير حكمة وعقلانية. دعونا نتأمل بروية وهدوء لما حدث وجرى في الخامس من حزيران لنسأل أنفسنا بصدق وأمانة كيف من الممكن للمقاومة والتحرير أن تواجه بعضاً منها! كيف للمقاومة والتحرير أن تسمح لنفسها بحدل وسحق جزء عزيز منها؟ كيف ممكن للمقاومة والتحرير الجسد الواحد الموحد من بتر عضو من أعضائها الحيوية والتنصل منه بهدف الإقصاء والتهميش؟ كيف لهذا الحدث الجلل المؤسف أن يتم؟ لماذا هذا الزلزال قد وقع؟ لماذا لم تستوعب المقاومة والتحرير الصدر الرحب والقلب الكبير المجاهد المناضل أنور ياسين رمز التحرير والمقاومة والتغيير؟ لماذا تحتكر المقاومة باسم الدين والمذهب والطائفية؟ ولماذا تصنف المقاومة؟ لماذا تقلب المقاومة؟ لماذا تعزل المقاومة عن محيطها الطبيعي؟! أليس الإحتكار والتصنيف والإنعزال والتعليب والتغليف للمقاومة هو تفتيت لبنيتها وإضعاف لوحدتها وزعزعة لإستقرارها وضربة قاضية لأمنها وعرقلة لدورها وتقليص لحجمها؟! إذاً لا بد للقيمين المسؤولين عن سياسة وتوجهات المحدلة الانتخابية للمقاومة والتحرير من محاسبة النفس والإعتراف بالخطأ الجسيم الفادح الذي أقترف وأرتكب بحق إبن المقاومة والتحرير إبن الجنوب المناضل أنور ياسين، ونحن بدورنا، بكل شجاعة، باسم جماهير الجنوب المؤيدة والمساندة للمقاومة والتحرير، نقول عفواً أنور المعذرة، مكانك وعرشك هو قلوبنا المؤمنة الطاهرة نحن فعلاً بحاجة لمقاومتك لتحرير هذا المجلس المعين حديثاً من أهل النفاق والكذب والرياء والفساد ولتطهيره من ... تجار الشعارات الجوفاء. عدنان علي دهيني - صور