أثار الحزب الشيوعي اللبناني مسألة استبعاده من المشاركة في الاستقبال الرسمي للأسرى المحررين في مطار بيروت، علماً ان في عداد المحررين احد المنتمين اليه هو أنور ياسين اضافة الى جثث 31 من بين الشهداء. وقال الحزب في بيان ليل أول أمس: "على رغم الاتصالات التي اجريناها مع القصر الجمهوري لتدارك هذا الخطأ، وعلى رغم محاولات بذلها مسؤولون في "حزب الله" لتصحيح هذا الوضع الشاذ، استمرت الجهات المسؤولة عن تنظيم الاستقبال في موقفها المتعمد باستبعادنا من المشاركة في هذه المناسبة التي اسهمنا في صنعها". ووصفت اذاعة "صوت الشعب" الناطقة باسم الحزب هذا القرار ب"أنه أرعن من هذا المسؤول او ذاك في سلطة عنوانها الفساد السياسي"، معتبرة انه "لن يغيّب تضحياتهم وتضحيات الحزب". واعتبر الأمين العام للحزب خالد حدادة ان قرار الابعاد "مدعاة فخر للحزب لأنه من الاحزاب التي لم يستطع النظام السياسي الطائفي تأطيرها في اطاره الذي أدى الى هذه الحال من الفساد السياسي". وقال ان "نهج المقاومة الديموقراطية في الداخل سيغير الواقع الحالي الذي يشكل سجناً كبيراً للبنانيين". ورأى وزير الثقافة غازي العريضي القرار بأنه "غير ذكي على الاطلاق وغير ايجابي ويشكل نقطة سلبية في مراسم الاستقبال". وقال ان "للحزب الشيوعي دوراً اساسياً في المقاومة الوطنية وفي تحرير الأرض والاسرى، ولا يستطيع أحد ان ينكر ذلك". وأضاف: "نحن ننظر الى هذه المناسبة نظرة وطنية شاملة ونحاول ان يكون كل اللبنانيين فيها واذا بالبعض، ولا أدري كيف صدر القرار ومن يقف وراءه، يبعد حزباً اساسياً". واعتبرت "حركة الشعب" برئاسة النائب السابق نجاح واكيم ان "سلوك السلطة لا يمثل اساءة الى الحزب الشيوعي فحسب، بل الى كل الشعب اللبناني وللمقاومة بكل فصائلها". وكان الأمين العام للجنة المركزية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة هنأ الحزب الشيوعي في برقية، موضحاً ان "الشعب الفلسطيني ينظر الى تحرير الاسرى باعتباره مكسباً فلسطينياً وقومياً وانسانياً". عائلة ياسين كادت تقاطع الاستقبال قررت عائلة الأسير أنور ياسين في آخر لحظة الحضور الى المطار للمشاركة في استقبال العائدين بعدما كانت تتجه الى عدم المشاركة احتجاجاً على استبعاد الحزب الشيوعي الذي ينتسب اليه ابنها من المشاركة في الاستقبال التكريمي. وجاء قرار المشاركة بعد مشاورات مع قيادة الحزب. وقال حيدر شقيق أنور ل"الحياة" ان العائلة قررت الحضور اكراماً للمقاومة و"حزب الله" ولأنور كي لا يجد نفسه وحيداً عندما يصل، متخطية استياءها من الموقف من الحزب. وتساءل حيدر: "أليس الحزب الشيوعي حزباً لبنانياً مرخصاً، فلماذا يحارب بهذا الشكل؟". وقال ان العائلة تتوقع ان يسأل أنور عن الغياب الرسمي للحزب الشيوعي. وقالت والدة الأسير ياسين: "الدولة تحارب من يحارب الظلم"، ورأت "ان نصر الله افضل من الدولة لأنه لم يميز بين شخص وآخر بينما الدولة ميزت". وقال والده أبو علي ياسين: "كأن الدولة لم تكن تريد ان يقاوم احد اسرائيل".