اكد رئىس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري امس ان "حركة أمل" التي يترأسها "ليست حركة موالاة عمياء ولا حركة معارضة متوترة، بل هي البوصلة التي تشير الى الدولة العادلة القوية وهي حركة مؤسسة الدولة، دفعت من اجل استعادتها وصنع السلام الأهلي، آلاف الشهداء ولن تقبل اي تنكر لدورها وتضحياتها". واضاف، في احتفال اقيم في النبطية لأداء قسم اليمين لخمسة آلاف منتسب إلى "أمل" ولوضع حجر الاساس لثانوية في المدينة "ان موقف أمل الدائم من الدولة موالاة او معارضة سيكون منطلقاً من الحرص على الجنوب اولاً، ثم انها حركة مؤسسة للمقاومة بل في اساسها وروحها، وائتلافنا مع شركائنا في المقاومة ينطلق من الاسس التي تحفظ لبنان، وفي قلبه الجنوب". واشار الى "ان الاندحار الاسرائىلي لا يعني نهاية المطاف، اذ ان اسرائيل بوجودها وبما لها من اهداف تشكل خطراً على لبنان، حاضراً ومستقبلاً وعلى المنطقة"، منبهاً من "ان مجاورة هذا الخطر الداهم تقتضي الاستعداد الدفاعي، السياسي والاعلامي والاقتصادي". وقال "من دون هذه الاستعدادات سنعيش في حال تجاهل للخطر مع وجوده". وتوجه الى "ابناء امل"، قائلاً "عليكم ان تكونوا افواجاً مقاومة متأهبة لدفع اي عدوان عن وطنكم وشعبكم جنباً الى جنب مع جيشنا اللبناني الباسل". ودعا الدولة الى "عدم التباطؤ والتلكؤ في تنفيذ المشاريع المستعجلة الضرورية بعد التحرير ومشروعات التنمية، وأولها الليطاني. وقال "ابتداء من 1/1/2001 ستبدأ العملية الديموقراطية ليس في الانتخابات النيابية فقط، وانما في انتخابات حركة أمل من الشعبة حتى الرئاسة"، واعداً بأنها "ستتحول مؤسسة"، وداعياً ابناءها الى "ممارسة دورهم انطلاقاً من الانتخابات النيابية المقبلة والانخراط في الماكينة الانتخابية منذ اليوم، ومساعدة المواطنين للحصول على البطاقات الانتخابية". وتابع "سنكون حلفاء مع "حزب الله" ومع شخصيات شعبية، كما لم نستأثر يوماً من الايام، وكانت دائماً لوائح أمل تعبر عن كل الجنوب وكل لبنان، ومهما قالوا عن بوسطات ومحادل فهي تعبد طرق الوطن لا اكثر". واضاف "ان هؤلاء الذين يتكلمون على بوسطات ومحادل ويغمزون من قناة التحالف بين أمل وحزب الله، يريدون ان يذهبوا بهذا الانتصار العربي والاسلامي والمسيحي. هم ليسوا قاصدين الديموقراطية، لكنهم عن قصد وغير قصد يعملون لمصلحة اسرائيل". واعتبر "ان اقوى اسلحتنا في مقاومتنا للاحتلال والعدوان الاسرائيلي كان سلاح الوحدة الوطنية والاندماج الوطني بين طوائف الشعب اللبناني وفئاته"، وقال ان "سلاحنا في مواجهة العدوان الاسرائيلي على سيادتنا الوطنية، هو الموقف والكلمة والوحدة والتضامن". واكد "ان أمل ترفض الاستئثار والطغيان وتجاهل حقوق الآخرين، لأن ذلك يعرض مستقبل بلدنا للخطر". وخاطب "أبناء أمل" قائلاً "انتم مسؤولون أمام الناس لا عنهم فقد سببت العهود السابقة والعدوان الاسرائىلي وقبلها الوقائع المترتبة على الانتداب وعلى عهود الظلام والاقطاع، بهجرة الخيرة من ابناء الوطن". وقال "ان لبنان لم يحلق الا بجناحيه المغترب والمقيم، والاستثمار على طاقتنا وامكانتنا، لأن انتظار الدول المانحة سيؤدي الى وقوع لبنان في حال افلاس تامة". واشار الى ان الرئيس السوري الجديد بشار الاسد "يشكل امتداداً طبيعياً وعفوياً لعصر الاسد، ومن الطبيعي ان تكون حركة أمل هي المحافظة على علاقة طبيعية ومشتركة بين لبنان وسورية". وكان بري أكد، خلال لقائه في دارته في المصليح جنوبلبنان امس وفداً من الأسرى المحررين من معتقل الخيام، "ان الأولوية يجب ان تكون للأسرى المحررين الذين رسموا خارطة الوطن من خلال حريتهم وكرسوا عنوانه من خلال انتصارهم على اساليب القهر والإذلال". ودعا الى "تصعيد التحرك لتحرير الأسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية، وفي مقدمهم الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني وسمير القنطار وأنور ياسين وجواد قصفي، معتبراً "ان استمرار اعتقالهم استمرار للعدوان الاسرائيلي على لبنان". ودعا المعنيين في لبنان الى "انجاز الملف القانوني المتعلق بالانتهاكات الاسرائيلية في حق الانسان اللبناني في السجون والمعتقلات الاسرائيلية بدءاً من أنصار مروراً بالخيام، وصولاً الى معتقلات الداخل الاسرائيلية".