استمرار تشييع الشهداء المسترجع رفاتهم . صفير يطالب باطلاق الأسرى أينما كانوا . نصرالله يتخوّف من أخطار محتملة قريباً

تواصلت امس مآتم تشييع شهداء المقاومة اللبنانية الذين استرجع رفاتهم من اسرائيل في اطار عملية التبادل الأخيرة، ومعها المواقف التي تشدد على الثوابت اللبنانية لجهة العمل على تحرير كل الأسرى من المعتقلات والسجون الإسرائيلية، وتحرير الأرض اللبنانية.
فقد شيّع "حزب الله". شهداء له في النبطية وصيدا وصور وبنت جبيل وبعلبك، في مشاركة قيادييه وذوي الشهداء.
وأكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله خلال التشييع في بعلبك "ان المقاومة مستمرة حتى تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الإحتلال الإسرائيلي"، مشيراً الى "ان استعادة اجساد الشهداء والأسرى هدف ستسعى اليه المقاومة دائماً".
وتخوّف من "أخطار محتملة في الأسابيع القليلة المقبلة"، ودعا الى "تجاوز كل الحساسيات التي نشأت بصدد الإنتخابات البلدية في لبنان عموماً وفي بعلبك خصوصاً، من اجل مواجهة هذه الأخطار".
وحذّر السيد نصرالله من "ارتكاب اخطاء جديدة تحت اي ذريعة عائلية او مذهبية، لأننا نحتاج اليوم اكثر من اي وقت مضى الى مزيد من التماسك والوحدة والتعاون".
وشيّع الحزب الشيوعي اللبناني احد عناصره في بلدة كفر رمان الجنوبية. وقال امينه العام فاروق دحروج "اننا اثبتنا جدارة الريادة ونكران الذات والتفاني الذي لا حدود له في حب الشعب والوطن". وحمل على "الطائفية المتفشية والسلطة القائمة على الطائفية".
وفي تأبين شهداء "حركة أمل" ابدى وزير الشؤون الاجتماعية أيوب حميد ثقته "بالتعهدات النبيلة التي اطلقها الرئيس الفرنسي جاك شيراك لجهة متابعة السعي لفك أَسر جميع المعتقلين".
واقترح النائب أحمد سويد "ان نعتبر كل شهيد وأسير محرر جندياً في المؤسسة العسكرية أنهى خدمته واحيل على التقاعد فتكون لكل أسرة شهيد ولكل محرر مكتسبات الجندي المتقاعد".
وقال النائب محمد عبدالحميد بيضون "ان المجتمع اللبناني مجتمع مقاومة استطاع ان يقوم بالكثير من الانجازات على هذا الصعيد وآخرها تحرير الأَسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية". ودعا الى "الالتفاف حول مشروع المقاومة".ت
ونوّه البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير بالعملية، معتبراً "ان الواجب يقضي بتوجيه الشكر الى جميع الذين سعوا الى تحقيق هذا الانجاز دولاً ومؤسسات وأفراداً". وتمنى في عظة الأحد أمس "ان يقيّض الله سبيل الاطمئنان الى جميع من لا يزال لهم أسرى ومعتقلون ومحتجزون، أينما كان، لاطلاقهم استجابة لداعي العدل واحتراماً لحقوق الإنسان".
ونقل الوزير فوزي حبيش عن البطريرك صفير ارتياحه الى مسار الأمور على الساحة الداخلية. ورأى "ان التضامن اللبناني الذي شهدناه في استقبال العائدين من السجون الإسرائيلية يدل الى وحدة هذا البلد والى الدور الكبير الذي تقوم به المقاومة اللبنانية في سبيل تحرير الأرض اللبنانية السليبة". وأضاف "نحن مع اطلاق جميع المعتقلين أينما وجدوا وخصوصاً في السجون والمعتقلات الإسرائيلية حيث اعتقلوا لدفاعهم عن ارضهم ووطنهم"، واعتبر "ان عودتهم تعزز حقوق الإنسان".
وتلقت لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية نص بيان اصدرته منظمة العفو الدولية ترحب فيه بالافراج عن 60 أسيراً لبنانياً لكنها "تأسف لعدم اطلاق المواطنين اللبنانيين المحتجزين رهائن، بينهم 21 أسيراً محتجزون من دون محاكمة أو تهمة في معتقل الخيام".
ولفتت المنظمة الى ان "غالبية المعتقلين مضى على اعتقالهم 10 سنوات في شكل سرّي وفي معزل عن العالم". وطالبت ب"وقف هذه اللعبة الإسرائيلية على الفور". ودانت "استمرار احتجاز الرهائن". مطالبة اسرائيل ب"الافراج الفوري عنهم ومن دون شروط".
وتلقت اللجنة رسالة من الأسير سمير القنطار في سجن نفحة داخل اسرائيل. هنأ فيها الأسرى المحررين، داعياً الى "تصعيد التحرك وتنظيم حملة تضامن عربية وعالمية مع المعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية".
ووجه النائب طلال المرعبي "الشكر الى جميع الذين أسهموا في انجاح عملية التبادل"، معتبراً "ان ما حصل حدث وطني كبير"، وتمنى "ان تستمر الخطوات لتحرير كل المعتقلين في السجون الإسرائيلية والذين يعانون آثار التعذيب".
شمس الدين وكفتارو
الى ذلك، التقى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الامام محمد مهدي شمس الدين في دمشق أمس مفتي سورية العام الشيخ أحمد كفتارو. وتبادلا "وجهات النظر في القضايا والشؤون الإسلامية العامة والمقاومة ضد المشروع الصهيوني باعتبارها الصيغة الوحيدة والفاعلة في مواجهة هذا المشروع". كما جاء في بيان للمجلس الشيعي. وعرضا مجالات التعاون بين المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ودار الافتاء في سورية.
وكان شمس الدين اعتبر ان "عودة الأسرى مظهر من مظاهر العزة، وأحد انجازات الشعب والدولة والمقاومة في لبنان"، معتبراً ان "المقاومة استطاعت ان تحاصر اسرائيل وتذلها وتكسرها"، ودعا الهيئات الإنسانية المختصة وجمعيات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي الى "استمرار المساعي والضغط للافراج عن سائر الأسرى اللبنانيين في سجن الخيام والسجون الإسرائيلية"