اولت اسرائيل اهمية قصوى للجانب الاقتصادي مه زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لها امس وما ستدره الصفقات العسكرية الجاري العمل على ابرامها من ارباح هائلة للصناعات العسكرية الاسرائيلية التي تعتبر ان تركيا احد ابرز زبائنها. ورأت محافل سياسية ان جهود اردوغان للعب دور الوسيط في حل النزاع العربي الاسرائيلي لم تتكلل بالنجاح ازاء موقف اسرائيل الرافض قبول اي وسيط باستثناء واشنطن وحصرها العملية السياسية في الاشهر المقبلة في خطة"فك الارتباط"عن قطاع غزة. لكن خلافاً للاستخفاف الذي أبدته وسائل الاعلام العبرية بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدولة العبرية الاسبوع الماضي، بدا استقبال اردوغان حميمياً اكثر وان حرصت على الاشارة الى انه كان صاحب الفكرة لزيارة اسرائيل لازالة الغيوم التي غطت سماء العلاقات بين الجانبين في اعقاب اتهامه تل ابيب بممارسة"ارهاب الدولة"باغتيالها قادة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس قبل اكثر من عام. ورغم ذلك جاء لافتاً ان مهمة استقبال الضيف انيطت بوزير الاسكان اسحق هرتسوغ وليس بأي من نواب رئيس الوزراء الثلاثة، مع الاشارة الى ان شارون لا يستقبل الزوار الكبار لاسباب تتعلق بتشديد الحراسة عليه. وقال وزير الخارجية سلفان شالوم لاذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان العلاقات بين انقرة وتل ابيب"حميمة بل ممتازة في المجالات كافة"وانه بمقدور تركيا ان تشكل جسراً لعلاقات اسرائيل بالعالمين العربي والاسلامي وللحوار والتعاون بين"الاسلام المعتدل واسرائيل لبناء مستقبل افضل لجميع شعوب المنطقة". ورأى وكيل وزارة الخارجية سابقاً ألون ليئل ان اسرائيل وتركيا تجاوزتا"ازمة العلاقات بينهما". معتبراً الزيارة بالغة الاهمية تساهم في تبديد"أراء مسبقة"للضيف عن اسرائيل. وقال ان تركيا معنية باستقلال علاقاتها الجيدة مع سورية وكل من السلطة الفلسطينية واسرائيل لدفع العملية السلمية في المنطقة وانه لأجل ذلك جاء الى اسرائيل وعلى رغم ان شارون رأى ان"اهمية الزيارة في العلاقات الثنائية ليس اكثر، على الاقل في الوقت الراهن". وزاد ان انقرة معنية، خصوصاً بعد تشكيل"منتدى انقرة الاقتصادي"الاسبوع الماضي الذي يضم رجال اعمال اتراك واسرائيليين وفلسطينيين بتنفيذ مشاريع كبيرة مثل إقامة"بارك صناعي"في معبر ايريز في غزة"لتشعر انها تلعب دوراً في المنطقة". وختم مشيراً الى ان تركيا تعتبر اليوم ثاني اهم دولة بعد الولاياتالمتحدة في علاقتها الجيدة مع اسرائيل"امنياً واقتصادياً" على صلة، قال رئيس اتحاد الصناعيين شراغا بروش ان حجم التبادل التجاري بين تل ابيب وانقرة بلغ العام الماضي بليوني دولار وان الهدف مضاعفته حتى نهاية العقد الحالي. واضاف انه يكاد لا يوجد مجال لا يمكن التعاون فيه: الامني والزراعي والصناعي ومعدات طبية ومناقصات وعطاءات مشتركة لمشاريع في دول اخرى". وقالت الصحف العبرية ان اردوغان والوفد الكبير الذي رافقه بحثا ابرام صفقة عسكرية بنصف بليون دولار لقاء قيام الصناعات العسكرية بتحديث 30 طائرة حربية من طراز"اف /4"تابعة لسلاح الجو التركي بعد ان قامت في الماضي بتحسين 54 طائرة من هذا النوع بقيمة 750 مليون دولار. واضافت ان وزارة الدفاع التركية اشترت الاسبوع الماضي طائرات بلا طيار من الصناعات العسكرية الاسرائيلية بقيمة 300 مليون دولار، ولهذا سيبقى وزير الدفاع التركي الذي رافق اردوغان ليومين اضافيين في تل ابيب في ضيافة نظيره شاؤول موفاز علماً ان الوفد ضم اربعة وزراء وعشرة نواب ونحو مئة من رجال الاعمال. وتوجه اردوغان فور وصوله الى مقر الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف للقائه قبل اجتماعه مساء أمس بشارون. كما التقى نائبه الاول شمعون بيريز ووزير الخارجية سلفان شالوم. وقالت صحيفة"معاريف"في موقعها على الانترنت ان اردوغان اعرب عن معارضته تطوير ايران سلاحاً نووياً، وانه قال ان تركيا تعارض انتاج اي سلاح يهدد حياة البشر. واضافت الصحيفة نقلاً عن مصدر سياسي رفيع المستوى ان اسرائيل مهتمة بتوثيق العلاقات مع تركيا"بصفتهما الدولتين الاكثر تأثيراً في الشرق الاوسط". وانه يمكن تطوير العلاقات بينهما على المستويات كافة وان"تركيا حليفة مهمة في المنطقة وثمة تعاون امني واقتصادي بيننا مع احتمال التعاون في محاربة الارهاب". ويتوجه أردوغان والوفد المرافق صباح اليوم الى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء وسط توقعات بتوقيع اتفاقات تجارية وتأكيد تركيا رغبتها في دفع العملية السلمية ودعم السلطة مادياً. ورحبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ب"الزيارة المهمة لوطننا فلسطين"واعتبرتها مساهمة تركية لدفع جهود السلام الى امام.