توقع مستشار الخارجية الاميركية لشؤون السودان تشارلز سنايدر صدور قرار من مجلس الامن بفرض عقوبات مخففة على الخرطوم. وطالب المسؤول الاميركي الحكومة السودانية باحراز تقدم على الارض في اقليم دارفور المضطرب حتى تجنب نفسها مزيداً من الضغوط الدولية وتفتح الباب امام تطبيع العلاقات مع واشنطن. وأجرى سنايدر محادثات في الخرطوم شملت النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه ومسشار الرئيس للشؤون السياسية قطبي المهدي ووكيل الخارجية مطرف صديق ركزت على تنفيذ اتفاق السلام في الجنوب والتطورات في دارفور واصلاح العلاقات بين البلدين. واشترط المسؤول الاميركي احراز تقدم ملموس لانهاء ازمة دارفور، وتسريع خطوات تنفيذ اتفاق السلام في الجنوب والذي وقع في 9 كانون الثاني يناير الماضي في مقابل اكمال تطبيع العلاقات بين واشنطنوالخرطوم كما طرح افكاراً واقتراحات لتنفيذ هذين الشرطين. وأوضح مسؤول الشؤون الاميركية في الخارجية السودانية السفير محمد امين الكارب ان سنايدر ابلغ المسؤولين في الخرطوم ان المشاورات لا تزال جارية في مجلس الامن في شأن مشروع القرار الذي طرحته الولاياتالمتحدة والذي يدعو الى فرض عقوبات على الحكومة السودانية وان حكومته لم تكن تلجأ الى طرح المشروع بصورته الحالية لولا الضغوط الكبيرة التي تعرضت لها من الكونغرس لكنه توقع ان يصدر القرار مخففاً. ورأى سنايدر ان تشكيل الحكومة الانتقالية التي ستشارك فيها"الحركة الشعبية لتحرير السودان"بزعامة جون قرنق من شأنه المساعدة في حل ازمة دارفور وتطبيع العلاقات بين البلدين، مشيراً الى تعيين الادارة الاميركية قائماً بالاعمال، واعتزامها ترشيح سفير بحلول الخريف المقبل. لكنه ربط ذلك بحدوث تقدم على الارض في دارفور، موضحاً انه في حال تعثر مثل هذه الخطوة من الافضل توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار لمنع حدوث تدهور في الاوضاع الانسانية خصوصاً مع اقتراب فصل الخريف. لكن وكيل الخارجية السودانية مطرف صديق أعرب عن استغرابه لاتجاه واشنطن لتطبيع علاقاتها مع الخرطوم وفي الوقت ذاته تطرح مشروع قرار في مجلس الامن لفرض عقوبات عليها. وأبلغ صديق سنايدر عزم حكومته الاسراع في تطبيق اتفاق السلام في الجنوب ومعالجة أزمة دارفور ورفضها تقديم أي سوداني لمحاكمته في الخارج بسبب انتهاكات دارفور، معتبراً أن أي عقوبات من شأنها تعقيد الأوضاع في الاقليم. إلى ذلك، قال الناطق باسم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"ياسر عرمان ان النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم"الحركة"جون قرنق اللذين وصلا الى بروكسيل للمشاركة في مؤتمر الفيديراليةالدولية الذي تنظمه الحكومة البلجيكية سيناقشان على هامش المؤتمر خطوات تنفيذ اتفاق السلام الذي وقعاه في نيروبي قبل نحو شهرين، واشراك القوى السياسية في لجنة صوغ الدستور الانتقالي. وذكر عرمان في تصريح نشرته صحف سودانية أمس ان حركته سترسل الاسبوع المقبل وفداً كبيراً الى العاصمة يضم 70 عضواً، بينهم قياديون، وسيزور مدن الجنوب الكبرى لاجراء حوار مع القوى السياسية ومناقشة ترتيبات تنفيذ اتفاق السلام. وعلم أن الوفد سيرأسه مسؤول العلاقات الخارجية نيال دينغ. وفي سياق متصل يتوقع أن يزور السودان خلال الأيام المقبلة الرئيس الكيني السابق دانيال أراب موي الذي يرعى الحوار بين القوى السياسية في جنوب السودان من أجل توحيدها وتعزيز اتفاق السلام، وذلك بعد تعثر اجتماع تمهيدي عقد الاسبوع الحالي في ضاحية كارن الكينية. وينتظر أن يزور موي الخرطوم ومدن جوبا وملكال وواو ورمبيك في جنوب البلاد لاجراء مشاورات مع المسؤولين في الحكومة و"الحركة الشعبية"وقادة القوى السياسية. وكان ممثلو مجلس تنسيق الولاياتالجنوبية انسحب من الاجتماع التمهيدي احتجاجاً على مستوى تمثيل الحركة وطالبوا بمشاركة الحركة بمستوى رفيع من القيادات.