أعلنت اسرائيل أمس انها تعتزم بناء آلاف المساكن الجديدة في أراضي الضفة الغربيةالمحتلة لتعزيز قبضتها على"القدس الكبرى"في إطار سياسة تهويد المدينة، في خطوة اعتبر الفلسطينيون انها تشكل تهديداً خطيراً لعملية السلام برمتها. وقال مسؤول في رئاسة مجلس الوزراء الاسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه"سنواصل البناء في معالي ادوميم شرق القدس وغوش عتصيون جنوبالقدس وآرييل شمال الضفة الغربية لانها قطاعات لن تنقل أبداً الى السلطة الفلسطينية". واضاف"انها ليست مستوطنات عشوائية، ولكنها مستوطنات ذات شرعية كاملة حيث سنواصل بناء المساكن والمكاتب الادارية ومناطق صناعية تبعاً للحاجة". واوضح المسؤول الاسرائيلي ان"معالي ادوميم ستتيح لنا خلفية استراتيجية للجانب الشرقي من القدس لمنع تسلل الارهابيين الامر الذي لن يمنع التواصل الجغرافي لدولتهم المستقبلية بفضل طريق يربط بيت لحم برام الله حول معالي ادوميم". وتتعارض مسودة مشروع بناء ضاحيتين جديدتين تربطان بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدسالشرقية العربية مع خطة"خريطة الطريق"التي تدعمها الولاياتالمتحدة والتي يختلف الفلسطينيون واسرائيل على صيغتها النهائية، رغم ما لاح من آمال بعد الهدنة التي اعلنت بين الجانبين الشهر الماضي. وتوجب"خريطة الطريق"وقف بناء المستوطنات اليهودية في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967، لكن الرئيس الاميركي جورج بوش قال في العام الماضي ان بامكان اسرائيل الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية الواقعة حول القدس في اطار أي اتفاق سلام نهائي. كما أيد بوش قيام دولة فلسطينية ذات مقومات للبقاء ومترابطة. وحين سئل مسؤول اميركي أمس عن الخطة الاسرائيلية الجديدة قال"ننتظر من اسرائيل الالتزام بما التزمت به في خريطة الطريق". وكان مصدر رسمي اسرائيلي اعلن الاحد ان وزير الدفاع شاوول موفاز وافق على بناء اكثر من 3500 مسكن اضافي في مستوطنة معالي ادوميم قرب القدسالشرقية. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع ان"موفاز أقر قبل شهرين خططاً لتطوير معالي ادوميم كانت قد وضعت قبل خمس سنوات". وقالت صحيفة يديعوت احرونوت أمس ان رئيس وزراء اسرائيل آرييل شارون أمر بعملية البناء الاسبوع الماضي بموجب خطة لتشديد قبضة اسرائيل على"القدس الكبرى". وتقضي الخطة ببناء 1500 وحدة سكنية في الفترة الاولى واكثر من الفي وحدة سكنية في مرحلة لاحقة على ارض اميرية تبلغ مساحتها 12 الف هكتار خصصت لهذا الغرض. وتقع مستوطنة معالي ادوميم في القدسالشرقية ويبلغ عدد سكاها 28 الف نسمة وتشكل أهم مستوطنة يهودية في الضفة الغربية. تحذير فلسطيني لكن الفلسطينيين الذين انضم رئيسهم محمود عباس الى شارون الشهر الماضي في اعلان وقف لاطلاق النار والذين يطالبون بالقدسالشرقية عاصمة لهم، اتهموا الدولة اليهودية بانها غير صادقة في جهود السلام. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان"قرار الحكومة الاسرائيلية بناء اكثر من 3500 وحدة استيطانية يعني تدمير أي جهد من شأنه اخراج عملية السلام الى مسارها الطبيعي". واضاف ان"الحكومة الاسرائيلية تريد فرض تقرير مصير القدس من خلال فرض الحقائق والاستيطان وتريد تحديد مصير الحدود والمياه عبر بناء الجدران، والسؤال هنا للجنة الرباعية والرئيس الاميركي جورج بوش: اين رؤية الدولتين وكيف يمكن اقامة سلام مع استمرار بناء الجدران والاستيطان"؟ وطالب عريقات"المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لالغاء هذه القرارات واعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحقها لان الاستيطان والسلام متوازيان لا يلتقيان". من جهته، اعتبر وزير التخطيط الفلسطيني غسان الخطيب انه"بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية تعطي اسرائيل انطباعا بأنها تبادل غزة"باسرائيل الكبرى. وحمّل اسرائيل مسؤولية أي تبعات يمكن ان تنجم عن هذا الانتهاك المستمر لخريطة الطريق.
