يبدو أن الفيتامينات والمعادن اصبحت سلاحاً ذا حدين، فقد أفادت دراسة أميركية ان تناول كميات قليلة من الحديد والكالسيوم في الغذاء أو في صورة مكملات قد يلعب دوراً مهماً في الاصابة بسرطان الرئة لاسيما بين المدخنين. وقال ديفيد كريستياني الباحث في مدرسة هارفارد للصحة العامة وكلية طب جامعة هارفارد:"بعض المطبوعات الحديثة ربطت هذه المغذيات الدقيقة بأمراض بينها السرطان الا ان أحدا لم يبحث أثرها في الرئة". وكان كريستياني وزملاؤه بحثوا الارتباط بين المقدار الممتص من الحديد الغذائي والزنك والكالسيوم واحتمال الاصابة بالسرطان في923 مريضاً بسرطان الرئة و1125 من الأصحاء، ولتقويم امتصاص المغذيات الدقيقة استخدموا استفتاء من 126 بنداً مفصلاً للغذاء المتواتر آخذين في الاعتبار الأسباب المحتملة للخطر مثل تاريخ التدخين. وعند تحليل كل نوع على حدة اتضح ارتباط الحديد والكالسيوم بزيادة احتمال الاصابة بسرطان الرئة اما الزنك فقد ارتبط باحتمال أقل، ومع ذلك كانت الارتباطات اقوى حين حللت المغذيات الدقيقة الثلاث في النموذج ذاته. ووجد الباحثون ايضاً اختلافات تتعلق بتاريخ التدخين مع تزايد الاثر ليصبح أكثر قوة في المدخنين الحاليين وأقل في المدخنين السابقين. وحذر كريستياني المدخنين بقوله:"لا تتناولوا كميات كبيرة من المكملات لاسيما تلك التي تحتوي على حديد او كالسيوم ما لم يكن هناك داع طبي لاستخدامها"، وأضاف:"يميل الناس إلى تناول الكثير من الفيتامينات والمعادن ظناً منهم أنها مفيدة لهم فعليهم الانتباه، ولا نوصي بإحداث تغيرات غذائية كبيرة قبل ان تتأكد هذه النتائج في دراسات أخرى".