في خطوة هي الاولى من نوعها يفتح"متحف مونبرناس"في باريس، ابوابه للفن العراقي الحديث في معرض يضم مختارات من اعمال الرسم والنحت والخزف لأكثر من خمسين فناناً عراقياً يمثلون المراحل المختلفة، تاريخياً وفنياً، لحركة هذا الفن التي تعود بداياتها الحديثة إلى اوائل القرن الماضي. المعرض الذي سيكون تحت عنوان:"فنانون من العراق"، والذي سيفتتح في العشرين من شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل... أعده الفنان العراقي محمد زناد، مدير"قاعة أثر للفنون"، بالتشاور مع بعض نقاد الفن والمعنيين بتاريخ الحركة التشكيلية العراقية. وقال الفنان زناد لپ"الحياة":"هذا المعرض يأتي في سياق منهج اتخذته"قاعة أثر"للتعريف بالفن العراقي في الخارج، وتقديم هذا الفن في صورتيه: التاريخية، في ما للعراق من منجز مبكر في مجال الرسم... وفنية ? إبداعية في ما يتمثل منه بتلك التيارات التجديدية والوجوه الفنية التي عززت مسيرة حركة هذا الفن في اتجاهات التطور والاضافة بما جعل لها تميزها الابداعي". وأكد الفنان زناد"أن الاعمال التي تم اختيارها لتؤلف هذا المعرض المهم، إذ يدخل الفن العراقي الحديث هذا المتحف للمرة الاولى، تقدم مسحاً شاملاً لهذا الفن، تاريخاً وتميزاً إبداعياً، معتمدين في هذا على"أسماء مختارة"ممن كان لهم دورهم التاريخي، وتأثيرهم الواضح في حركة هذا الفن، وحضورهم الاكيد في ما لهذا الفن من مشهد إبداعي". أما الفنانون الذين شملهم الاختيار والمشاركة في هذا المعرض، فإلى جانب رائد حركة الرسم في العراق عبد القادر رسام، تم اختيار الاسمين البارزين في جيل المجددين الرواد، وهما: جواد سليم، وفائق حسن. وحظي عدد اكبر من الجيل التالي لجيل الرواد بالمشاركة... فمن الرسامين هناك نوري الراوي، وكاظم حيدر، ونزيهة سليم... وفي النحت محمد غني، وفي الخزف سعد شاكر. أما جيل الستينات وامتداداته فتتمثل مشاركتهم باختيار اعمال لكل من: سعاد العطار، واسماعيل فتاح، ومحمد مهر الدين، وسالم الدباغ، وسعدي الكعبي، ومرتضى حداد، وهيثم حسن، وآخرين ممن لهم تميزهم في الرسم والنحت والخزف. وسيصدر في هذه المناسبة كتاب عن الفن العراقي الحديث من خلال الاسماء والاعمال المشاركة في هذا المعرض ليكون في نحو 300 صفحة. مع صور لهذه الاعمال، ستكون فيه ايضاً دراستان عن هذا الفن إحداهما لناقد تشكيلي عراقي، والاخرى لناقد فرنسي مهتم بالفن التشكيلي العربي، تعريف شامل بكل فنان من الفنانين المشاركين. وسيكون باللغتين الفرنسية والانكليزية، وذلك - كما يقول الفنان المشرف على المعرض - لأن المعرض سيقام اولاً في باريس، حيث يستمر لمدة شهر ثم ينتقل الى كوبنهاغن مع بداية العام المقبل، لتستضيفه وزارة الثقافة الجزائرية في العاصمة، ربيع العام 2006. وتوضيحا ًلمسألة اختيار"الأسماء المشاركة"في هذا المعرض دون سواها، أوضح الفنان محمد زناد قائلاً:"في عملية الاختيار هذه كانت هناك مراعاة لثلاثة أمور أساسية جعلناها"المعيار"الذي اعتمدناه، هي: بالنسبة الى جيل الرواد اخترنا من بينهم الأكثر تأثيراً في الحياة الفنية، ومن وجدناه صاحب دور فعلي في التأسيس لحركة تشكيلية حديثة في العراق، رسماً ونحتاً، فضلا ًعن استمرار تأثيره في الأجيال التالية. اما من الأجيال التالية فكان الاختيار وقع على من وجدناه فناناً متميزاً بعمله، ومؤثراً، من خلال هذا العمل في واقع الحركة التشكيلية. وثالث هذه المعايير: إننا أخذنا في الاعتبار كون هذا المعرض سيقدم لمشاهد غير عربي أولاً. فوجدنا ان علينا ان نقدم الصورة التي نريدها متكاملة عن هذا الفن.