القراء الذي تلقيته في الاسبوعين الاخيرين، فالعراق هو الشغل الشاغل للمواطن العربي هذه الايام، مع استمرار فاجعة يبدو انها بلا نهاية. وابدأ بالأخ ايمن الدالاتي، واختلف معه فانني نادراً ما افعل، فهو يعتقد بأنني امارس التقية في ما اكتب عن العراق وما يتعرض له من ارهاب، ويقول:"ان الصحافي العربي لا يجرؤ على قول ان هناك مقاومة في العراق، وهذه المقاومة تقاتل العدو". ربما كانت هناك مقاومة في الايام الاولى للغزو الاميركي، الا انها ضاعت بعد ان خلفها ارهاب مجنون يستهدف المدنيين، ويحاول اثارة فتنة طائفية. انا اسمي ما يجرى الآن في العراق ارهاباً على رغم انني عارضت الحرب الاميركية على العراق ولا ازال. وتتحدث الرسالة بعد ذلك عن استخدام تكنولوجيا"الريموت كونترول"والطائرات في ممارسة الارهاب والمقصود الولاياتالمتحدة، وتقول:"ان هذا الارهاب الفضفاض لن ينتهي لان من تقود حملة القضاء على الارهاب هي من تزرع الارهاب وتوسعه". الولاياتالمتحدة زادت الارهاب حول العالم بعد حربها عليه، ولكن اصر على ان الارهاب مرفوض ولا مبرر له اطلاقاً. ولا يجوز ابداً الرد على ارهاب بمثله. بعد ذلك كان للقراء رأي في عروبة العراق، وموقف الاكراد منها. القارئ زيد الموسوي يقول ان السياسيين انفسهم الذين احتضنتهم دمشق يوم طردوا من بلدهم جحدوا المعروف ويفتخرون بكونهم ذيل اميركا، ويسأل هل المثال العراقي على الطريقة الايرانية هو الذي يريدون تصديره لسورية. اقول ان الاكراد يعارضون المثال الايراني، وهذا في صلب الخلاف مع التحالف الشيعي الحاكم، ووراء انتقاد الرئيس جلال طالباني رئيس الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري، وثمة اتصالات ليزور الرئيس العراقي سورية لتنقية الاجواء، فله فيها تحالفات قديمة يبقى حريصاً عليها. القارئ سالم البستاني يجد ان مقالي عن عروبة العراق"يثير العجب والدهشة بما ملأته بالحب والاعجاب بالرئيس العراقي الكردي ورئيس الوزراء، لانه لم يكد يجف حبر مقالك بالامس عندما وصفت حكام العراق الجدد بحفنة من العملاء واللصوص. هل هو تناقض او خطأ مطبعي". لا بد ان عند اخينا سالم اختصاصات مهمة، الا ان الاختصاص الذي اعرفه عنه هو قراءة نصف ما اكتب، فقد تحدثت فعلاً عن عملاء ولصوص، الا انني قلت ان هناك شرفاء ووطنيين، فرأى جزءاً ولم يرَ الآخر. ابقى مع الاكراد حتى وانا اعترض على بعض مواقفهم، يا اخوان الاكراد اعطونا صلاح الدين الايوبي، ونحن اعطيناهم صدام حسين. واشكر القارئ محمد المفتاح، وهو سوري يقيم في الرياض، على تقديره موقفي من الاكراد وهو يطالبني بمواصلة الجهد لتعزيز روح التقارب، وتأصيل النقد البناء، والابتعاد عن التهديم. على رغم كل ما سبق تقضي الموضوعية ان اعرض رأي الطرف الآخر، فالقارئ الكردي اومار او عومار راش يرفض قولي ان العراق من دون الاكراد ليس العراق، كما ان لبنان من دون المسلمين او المسيحيين ليس لبنان. ويقول:"نحن الشعب الكردي لا نريد العيش مع العرب لانهم قتلوا الوف الاكراد على مدى سنوات". العرب لم يقتلوا الاكراد، وانما قتلهم نظام صدام حسين، وبما ان اومار راش دق الباب فعليه ان يسمع الجواب، وهو ان الاكراد قتلوا احدهم الآخر ايضاً. ونظام صدام قتل الشيعة وقتل السنة، وقتل اهل بيته مع زملائه في الحزب.. يعني لا أحد عنده امتياز لقب"ضحية صدام حسين"، واسألوا أهل الكويت الذين عبر صدام حسين الحدود ليقتلهم. ارجو ان يكون القارئ الكردي قلة في اربيل وكردستان العراق. بعد العراق وهمومه اكمل بهموم الامة، وقد تلقيت رسائل عدة عن قمة الاممالمتحدة والدورة الستين للجمعية العامة بعد ان كتبت حلقات عدة عنهما، والأخ محمد بكر سندي كان يتمنى لو كتبت اكثر ويحيي رئيس فنزويلا هوغو تشافيز الذي القى"تسونامي"ضد الولاياتالمتحدة. وطالما ان القارئ معجب به، فأنا ازيد له ان تشافيز شن حملة اعنف على ادارة بوش في مقابلة صحافية مع"واشنطن بوست"اتهمها فيها بالارهاب وبمحاولة انشاء امبراطورية، وبشن حروب ظالمة وما الى ذلك. القارئ أحمد خطاب ايضاً يحيي هوغو تشافيز ويقول ان الزعماء العرب لا يتجرأون على السير معه، ثم يتحدث عن اصلاح الاممالمتحدة ويطالب بأن نصلح انفسنا قبل ان نحاول اصلاح الآخرين. في المقابل القارئ محمد حسن سالم يشكرني على ما سجلت من اكاذيب شارون في خطابه في الاممالمتحدة، ويقول ان رئيس وزراء اسرائيل يرتكب الجرائم كل يوم والعرب نائمون عنه وغافلون ويطالبهم بأن يفيقوا من سباتهم. وأشكر مع الأخ حسن القارئ سلطان بن ابراهيم الذي علق على الموضوع السابق، وقال ان ما اكتب يعبر عن الغضب المتراكم من جراء ازدواج المعايير في عالم اليوم. وأخيراً القارئ العربي العايدي من المغرب يقول انني اعترض على العمليات الانتحارية ثم اقول ان الارهاب هو ما تمارس الحكومة الاسرائيلية وشارون اكبر ارهابي، وحماس حركة تحرر وطني. ويسأل ألا اخاف ان اتهم بالتحريض على الارهاب؟ المحرضون على الارهاب هم من يؤيدون شارون أو يدافعون عنه او يمدون حكومته ببلايين الدولارات. اما انا فأعارض العمليات الانتحارية، وادعو الى وقفها وأصر عليه، ثم افرق بينها كأسلوب وبين تحرير الارض كهدف.