يعكس اللقاء الذي رعاه رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الرغبة السورية، ليس في تحقيق المصالحة بينهما فحسب، وإنما في تبديد تداعيات نتائج الانتخابات البلدية والصدامات الدموية بين المتظاهرين والجيش في الضاحية الجنوبية. ولم يكن اللقاء ليكتسب هذه الأهمية لو عقد في بيروت، لكن استضافة غزالة لهما الى مائدته هدفت الى تشجيعهما على مصارحة مفتوحة تؤسس لعودة العلاقة بين حركة "أمل" والحزب الى مجراها الطبيعي. وعن اللقاء وخلفياته علمت "الحياة" الآتي: - وجود رغبة سورية بتوجيه رسالة بأن لا صحة لما يشاع من بعض الأوساط الرسمية والسياسية بأن بري مدرج على لائحتي التحجيم والالغاء، خصوصاً ان هذه الأوساط أقحمت سورية في حديثها عن المستقبل السياسي لرئيس المجلس. والمآخذ السورية على بري اذا كانت موجودة تبقى في حدود المصارحة والملاحظات ولن تتطور الى موقف سلبي بناء لرغبة البعض و"عواطفه" حيال بري. - تأكيد حرص سورية على تمتين العلاقة بين قطبي المعادلة الشيعية في الحياة السياسية وتحضير الاجواء لاستئناف الاجتماعات الدورية بينهما لمواكبة أبرز التطورات من خلال الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي لنصرالله حسين الخليل. - اعتبار نتائج الانتخابات البلدية من الماضي والحفاظ على اجواء الاستقرار التي يجب ان ينعم بها الجنوب في ظل التهديدات الاسرائيلية للبنان. وهذا يتطلب من وجهة النظر السورية قيام الطرفين بجهد فوق العادة من أجل إزالة الآثار السلبية لأجواء الاحتقان. - توقف المجتمعون أمام حادثة الصواريخ التي أُطلقت من الأراضي اللبنانية وسقطت فيها واعتبروها تصرفاً غير مسؤول لا يجوز تكراره خصوصاً ان لا مصلحة فيه ومجرد رد فعل انفعالي. - شهد اللقاء مصارحة حول حوادث الضاحية غير مقرونة بتبادل الاتهامات أو بتحميل كل طرف المسؤولية للآخر، اضافة الى ان بري ونصرالله أبديا رغبة في التنسيق بين الحكومة والكتل النيابية حول الملف الاقتصادي والاجتماعي. - لم يتطرق المجتمعون الى الاستحقاق الرئاسي ما يعني ان القرار السوري في شأنه لم يتخذ حتى الساعة بخلاف تفسير البعض الموقفين الأخيرين لرئيسي الحكومة رفيق الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على انهما يتصرفان وكأن التمديد لرئيس الجمهورية اميل لحود محسوم. فلا قرار سورياً في الاستحقاق الرئاسي وان اي توجه سوري في المستقبل لا بد من لبننته من خلال دور رئيس المجلس، بالتناغم مع موقف "حزب الله" والقوى الأساسية الأخرى. لكن اللقاء عرض المواقف القائمة من الاستحقاق الرئاسي الا ان غزالة لم يعلق سلباً او ايجاباً على موقفي الحريري وجنبلاط وإن كان البعض من الحضور رأى في تصريح الأول محاولة لتظهير موقفه إزاء رفضه استمرار واقع الحال السائد في البلد الى ما بعد الاستحقاق الرئاسي. وجرى التطرق ايضاً الى الخلاف الدائر بين لحود والحريري حول مسألة "السواب" المتعلقة باستبدال الاستحقاقات المالية الخاصة بالدين العام للعامين 2005 و2006، وتم التوافق على ضرورة الانحياز لوجهة النظر التي تدعم خفض الفائدة على الدين العام لوقف تناميه.