زار وفد مصري رفيع المستوى طرابلس أمس ناقلاً رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وضم الوفد الأمين العام للحزب الوطني الحاكم وزير الإعلام صفوت الشريف ووزير الخارجية أحمد ماهر والدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري. وتأتي زيارة الوفد في إطار مساعي القاهرة لتطويق الأزمة الأخيرة التي نشبت بين البلدين بعد فرض طرابلس اجراءات جديدة على دخول المصريين براً إلى ليبيا، وهو ما ردت عليه القاهرة بالمثل. وكانت طرابلس استاءت في شدة من انتقادات في صحف مصرية معارضة دانت كشف الزعيم الليبي برامج بلاده لإنتاج أسلحة دمار شامل وإعلانه تخليه عنها. وقدمت السفارة الليبية في القاهرة شكوى إلى نقابة الصحافيين المصرية بحق 14 صحافياً تتهمهم بسب القيادة الليبية وهددت برفع الشكوى إلى النائب العام لتحريك دعوى قضائية. وفي محاولة احتواء الأزمة طالب المجلس الأعلى للصحافة في بيان أول من أمس الصحافيين المصريين بتحري الدقة وعدم التجاوز في حق القادة العرب. وكان الشريف أكد فور إثارة الأزمة الأخيرة في 9 كانون الثاني يناير الجاري أنه لا توجد أي خلافات بين مصر وليبيا، وشدد على أن العلاقة بين مبارك والقذافي وثيقة، وان القيادة المصرية ترفض أي إساءة للزعيم الليبي من جانب الصحافة المصرية. وباستثناء الصحافة المعارضة لم تبد القاهرة أي اعتراضات على قرار ليبيا التخلي عن برامج اسلحة الدمار، ورحبت بها على رغم مفاجأتها وتأكيد مبارك أنه لم يكن يعلم بأن ليبيا تملك شيئاً من أسلحة الدمار الشامل. وكانت ليبيا قررت في 9 كانون الثاني فرض تأشيرات دخول على المصريين ووضع شروط لدخول العاملين المصريين تتمثل في الحصول على تأشيرة، ودفع مبلغ 500 دولار. ورفضت طرابلس ربط إجراءاتها الأخيرة بالموقف المعارض لتخليها عن برامج الأسلحة، وقالت إنها لا تمثل أي تحول في علاقات ليبيا تجاه مصر وإنما تهدف إلى تنظيم مسألة دخول العمالة المصرية إلى ليبيا والحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية لبعض المصريين إلى أوروبا عبر ليبيا، وأوضحت أن الهدف الأساس من ذلك القرار هو تقنين المسألة في حدود السماح بدخول أراضيها لمن لديه عقد عمل أو متزوج من ليبية.