اعتبر إمام مسجد الإمام الحسين في كربلاء 110 كلم جنوببغداد ان المدينة "بدأت تختنق من قوات الاحتلال الكافرة". وندد الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة أمس امام مئات المصلين ب "توسيع الاحتلال دائرة نفوذه في المدينة بحيث أصبحت الاماكن السكنية معزولة والطرق مغلقة والوضع بائساً وشرائح كبيرة من الناس تعاني"، واضاف "في الماضي كان المحتلون يحملون على النظام السابق لأنه وضع الثكنات العسكرية في المناطق السكنية وهم الآن يفعلون الشيء نفسه". ودعا الكربلائي المثقفين والوجهاء وزعماء العشائر في المدينة الى "القيام بدورهم لتخليص المجتمع من هذه المشاكل من خلال توجيه وفد رفيع المستوى الى قوات الاحتلال وتنبيهها الى خطورة هذه الاجراءات وتحذيرها من مغبة قيام الجماهير بتظاهرة ضخمة يشارك فيها ابناء المدينة كافة احتجاجاً على اجراءات قوات الاحتلال". واضاف: "وتبقى المحنة الكبرى لنا هي كيفية رسم مستقبل العراق السياسي والاجتماعي والاقتصادي"، ولفت الى ان "ذلك لا يتم الا من خلال الطرق على قوات الاحتلال ومساندة المرجعية الدينية وبوضع دستور استناداً الى الدين". والمعلوم ان المناطق الشيعية في جنوبالعراق تشهد هدوءاً نسبياً بعكس المناطق ذات الغالبية السنية شمال وغرب بغداد التي تشهد هجمات يومية ضد القوات الاميركية. وفي النجف انتقد الشيخ صدر الدين القبانجي، إمام مسجد الإمام علي ابن ابي طالب في خطبة الجمعة، قرار الحكومة الفرنسية منع ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات الحكومية. وقال أمام مئات المصلين ان "قرار منع ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات الحكومية الفرنسية لا ينسجم مع بنود الدستور الفرنسي والقانون الفرنسي". واوضح ان "هناك مبدأين في القانون الفرنسي هما حرية الرأي والحرية الشخصية، ويتعارض هذان المبدآن مع هذا القرار". وتساءل القبانجي، الذي يشغل منصب ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم قائلاً: "بأي تفسير شرعي يكون من حق دولة من الدول ان تصدر مثل هذا القرار سواء اكانت فرنسا او غيرها". ومن جانب آخر، انتقد القبانجي الفتوى التي أصدرها شيخ الأزهر وبرر فيها القرار الفرنسي في شأن منع الحجاب وقال: "نحن نرفض اصدار مثل هذه الفتوى، ونضم صوتنا الى الاصوات التي اعلنت ضدها". وخلص الى القول ان "الشارع الاسلامي كان يتوقع من فرنسا اصدار مثل هذا القرار لكنه لم يكن ينتظر بأن تصدر هكذا فتوى من شيخ الازهر". يذكر ان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر كان قد دعا في 26 من الشهر الماضي الى مقاطعة البضائع الفرنسية احتجاجاً على قرار الرئيس الفرنسي جاك شيراك حظر الحجاب في المدارس والمؤسسات الحكومية وذلك في الوقت الذي تظاهر فيه المئات من النساء في مدينة الموصل في شمال العراق.