سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية دعا الى تحسين معيشة الفلسطينيين واعتبر "حماس" عدوة السلام . قلق فلسطيني من التحول في الموقف الاميركي إزاء المستوطنات وباول يطالب ابو مازن بتسلم الامن في غزة ووضع حد للارهاب
أعربت مصادر فلسطينية عن قلقها البالغ ازاء ما لمسته من تحول في موقف الادارة الاميركية يناقض ما نصت عليه "خريطة الطريق" في شأن المستوطنات المقامة في الضفة الغربية وقطاع غزة وضرورة تفكيكها واخلائها. واكدت المصادر ل"الحياة" ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول تحدث عن المستوطنات مستخدما المصطلحات الاسرائيلية مثل "المستوطنات غير الشرعية"، وملمحا ايضا الى ان الحديث لا يدور حتى عن تفكيك "جميع" هذه البؤر الاستيطانية، ما يترك الباب مفتوحا امام اسرائيل لتوسيع مستوطناتها القائمة. في المقابل، تحدث الفلسطينيون عن "نتائج ايجابية" لاجتماع باول مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن في ما يتعلق ب"تفهمه الواضح" لطبيعة الحياة المزرية التي يعيشها الفلسطينيون في ظل اجراءات الاحتلال الاسرائيلي من حصار مطبق وعزل واستمرار للعمليات العسكرية ضد المدنيين وهدم المنازل. وأكد المصدر: "كنا نأمل في ان يجري الحديث في اطاره الطبيعي حيث تعترف الولاياتالمتحدة بان ما يجري هو في الواقع بين طرفين غير متساويين، اي بين شعب يرزح تحت الاحتلال، ودولة تحتله بقوة السلاح.. لكن هذا لم يحدث". وكان باول اجرى على مدى اكثر من ساعة ونصف الساعة في اريحا محادثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني شارك فيها وزراء الشؤون الخارجية نبيل شعث والشؤون الامنية محمد دحلان وشؤون مجلس الوزراء ياسر عبد ربه. وعلمت "الحياة" ان باول انفرد في اجتماع قصير مع دحلان. باول يطلب من ابو مازن تسلم الامن في غزة وبيت لحم وجدد باول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عباس اتهامه "حركة المقاومة الاسلامية" حماس بالارهاب، داعيا جميع الدول الى محاربتها. وقال: "لا يمكن بناء دولة بالارهاب والعنف"، مضيفا ان جزءا كبيرا من محادثاته مع المسؤول الفلسطيني ركز على قضية نقل المهمات الامنية من الجيش الاسرائيلي الى السلطة الفلسطينية في قطاع غزة واريحا. واشار باول باقتضاب الى معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، داعيا شارون الى "تخفيف معاناة الفلسطينيين واتخاذ خطوات لبناء الثقة". من جانبه، دعا عباس اسرائيل الى ان "تحول نفسها من عدو الى شريك"، مضيفا ان منطق المواجهة لا يتماشي مع منطق السلام. وشدد في كلمته على ما غيبه في خطاب العقبة في ما يتعلق بضرورة وقف الحصار المفروض على الفلسطينيين واطلاق الاسرى من السجون الاسرائيلية ووقف الاستيطان وهدم البيوت ومصادرة الارض وضرورة التوصل الى "هدوء مطلق بعد موجة العنف الاخيرة". ... ويدعوه الى انهاء القدرة على العنف وجاء الاجتماع اثر لقاءات اجراها باول مع المسؤولين الاسرائيليين في القدسالمحتلة، في مقدمهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وتبنى باول موقف الحكومة الاسرائيلية ورمى الكرة في الملعب الفلسطيني عندما شجب بشدة الهجمات الفلسطينية الاخيرة، متجاهلا ما تكبده الفلسطينيون من خسائر في الارواح في اوساط المدنيين الفلسطينيين وفي الممتلكات منذ قمة العقبة قبل اسبوعين. وفي تصريحات لافتة، دعا باول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شارون في القدس رئيس الوزراء الفلسطيني قبل لقائه به في أريحا الى "السيطرة على العنف وانهائه، ليس فقط من خلال وقف لاطلاق النار، بل ابعد من ذلك انهاء القدرة على العنف". باول: "حماس" عدوة السلام ووصف باول "حماس" بأنها "عدوة السلام"، محملا قادتها السياسيين مسؤولية الهجمات ضد الاسرائيليين، ومضيفا انه "طالما استمرت هذه المجموعة بالتزامها الارهاب والعنف فهذه مشكلة يجب معالجتها برمتها". وابلغ الزائر الاميركي الاسرائيليين ان الجهود الاميركية متواصلة لتجيير مزيد من الضغوط الدولية، بما في ذلك الاوروبيون لمحاربة الحركة. وقال انه يجب عدم اعطاء فرصة "للارهابيين" لتدمير عملية السلام. وعاد واكد التزام الرئيس جورج بوش بتقسيم "الارض المقدسة الى دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان بسلام". وابقى باول الموقف الاميركي في شأن الاغتيالات الاسرائيلية ضد من تعتبرهم تل ابيب "قنابل موقوتة" مبهما، مشيرا الى ان "توسيع تطبيق هذا المصطلح يجب ان يبحث، وان على اسرائيل ان تأخذ ذلك في الاعتبار". وذكر باول الصحافيين بالتزام بوش الذي اعلنه في قمة العقبة بان تبقى اسرائيل وامنها "اولوية" في السياسة الاميركية، وفي المقابل اشاد ب"الخطوات" التي قامت بها الحكومة الاسرائيلية من "اطلاق بعض الاسرى الفلسطينيين وتفكيك بعض المستوطنات غير الشرعية". اربعة بؤر استيطانية جديدة وكانت مصادر اسرائيلية اكدت ان المستوطنين اقاموا اربع بؤر استيطانية جديدة بعد اخلاء الجيش الاسرائيلي بؤرة استيطانية "غير مجازة" قرب مستوطنة "يتسهار" المقاومة على اراضي نابلس شمال الضفة. واعتبر باول ان المفاوضات التي يجريها الفلسطينيون والاسرائيليون لنقل "المهام الامنية" في اجزاء من غزة وبيت لحم "تقدما". من جهته، ربط شارون مسألة سحب جيش الاحتلال الاسرائيلي قواته من قطاع غزة ب"اداء الفلسطينيين". وقال انه الى ان يتسلم الفلسطينيون المسؤولية الامنية في القطاع و"قد يحتاج ذلك الى ايام، ستواصل اسرائيل العمل، وكل شيء يعتمد على اعمالهم الحقيقية في هذا الامر"، مكررا مطالبته الفلسطينيين بشن "حرب حقيقية على الارهاب... وتفكيك الهيئات الارهابية وتجريدها من السلاح". وقال ان ما التزمه هو "الحفاظ على امن اسرائيل ومواطنيها". شارون: لا سلام مع الارهاب واستهل شارون كلمته الافتتاحية في المؤتمر الصحافي بالتشديد على ان موقف حكومته القاضي بالموافقة على "الخطوات التي وردت في خطة خريطة الطريق مع التحفظات الاسرائيلية ال14 عليها". وقال ان "لا سلام مع الارهاب". "القسام" تتبنى مقتل مستوطن وفي الوقت الذي كان المسؤولان الاميركي والاسرائيلي يعقدان مؤتمرهما الصحافي، نفذ مسلحون فلسطينيون هجوما باطلاق النار على سيارة للمستوطنين على الطريق الالتفافي المخصص للمستوطنين شمال رام الله. واعلنت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع باقرب مستوطنة "بساغوت" شمال رام الله. ويأتي الهجوم بعد ساعات قليلة على اعلان "حماس" و"الجهاد الاسلامي" موافقتهما على وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين داخل اسرائيل وعزمهما مواصلة مقاومة جيش الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين في الضفة والقطاع. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الذي التقى باول قبيل اجتماع الاخير بشارون، اكد رفض حكومته هدنة او وقفا لاطلاق النار، واصفا ذلك بأنه "قنبلة موقوتة". واضاف ان وقفا لاطلاق النار يوفر فرصة للتنظيمات للعودة الى الخيار المسلح. وقالت مصادر اسرائيلية ان باول اجرى لقاء قصيرا مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز قبل ان يتوجه الى اريحا للقاء المسؤولين الفلسطينيين. وحملت "حماس" بشدة على باول ووصفه عبدالعزيز الرنتيسي احد قادتها السياسيين بأنه "كذاب كبير ومنافق". وقال الرنتيسي ردا على اتهامات باول للحركة بأنها "عدو السلام" بأن باول هو العدو الحقيقي للسلام.