التغييرات التي تشهدها منظومة مطار الملك خالد الدولي هي جزء من استراتيجية وطنية أوسع لتعزيز مكانة السعودية كمركز عالمي للطيران، ويتماشى إعادة توزيع الصالات وتنظيم حركة الرحلات مع جهود تحسين خدمات النقل الجوي، بما يخدم أهداف رؤية 2030 في تنمية السياحة والاقتصاد وربط المملكة بمختلف أنحاء العالم.. في عالم يتسارع فيه التطور في كل زاوية من زوايا اقتصادنا ومدننا، يقف مطار الملك خالد الدولي بالرياض نموذجًا بارزًا على قدرة التخطيط الإداري والتنظيمي على تحويل تجربة المسافر من مجرد مرور عابر إلى رحلة سهلة ومتكافئة، ولم تكن هذه التجربة لتتحقق بدون شركة مطارات الرياض التي تتولى إدارة وتشغيل المطار منذ تأسيسها عام 2016 ضمن برنامج تخصيص قطاع الطيران في المملكة. سيشهد مطار الملك خالد الدولي، تحت إدارة مطارات الرياض، خطة تشغيلية جديدة تُعيد توزيع الرحلات والصالات بشكل ذكي بحسب نوعها وطبيعتها، وذلك خلال الربع الأول لعام 2026، حيث سيتم تخصيص الصالة رقم 5 للرحلات الدولية للناقلات الأجنبية، بينما تُخصص الصالتان 3 و4 للرحلات الداخلية، والصالتان 1 و2 مخصصة للرحلات الدولية للناقلات الوطنية. هذه المناقلة التشغيلية ليست تنظيمًا هندسيًا لصالات السفر، بل تمثل إعادة هندسة لمسار المسافر داخل المطار، وتمنح كل صالة وظيفة واضحة تلائم حركة الركاب، أما نتيجة هذا التنظيم، فهي وضوح أفضل في الإشارة والإرشاد، ووقت أقل في تنقلات المسافر بين الصالات الدولية والداخلية لمواصلة الرحلات، ما ينعكس مباشرة على رضى الركاب وكفاءة التشغيل. من أكبر التحديات التي تواجه المسافرين في المطارات الكبيرة على مستوى العالم هو فترة الانتظار الطويلة والتنقل بين الصالات أو البوابات، وإعادة توزيع الرحلات تبسّط هذه العمليات بشكل كبير؛ إذ تُقلل الحاجة إلى تنقلات غير مهمة داخل المطار وتعمل على تسريع انتقال المسافر من نقطة إلى أخرى، ولا تؤثر على الجوانب التشغيلية فقط، بل ترتبط مباشرة بتجربة المسافر النفسية والجسدية، حيث يقل الإرهاق ويزيد إحساسه بالاطمئنان خلال رحلته في مطار كبير مثل مطار العاصمة. الوضوح التنظيمي في الصالات هو أحد أعمدة تجربة السفر الحديثة، فعندما يعرف المسافر بشكل مباشر صالة الرحلة ومسار الوصول والمغادرة، فإن ذلك يقلّل حالات الارتباك ويمنح شعورًا بالراحة، ليس فقط في جانب الإرشاد، بل أيضًا من منظور تقليل الأخطاء، فضلًا عن تسريع الإجراءات، وصراحة لا يتحقق مثل هذا الوضوح بمجرد التنظير، بل يتطلب تصميمًا تشغيليًا ذكيًا يخدم حركة المسافرين والطائرات معًا، وهو ما تم العمل عليه من خلال التخطيط والتنفيذ الدقيق. الانسيابية في تجربة السفر تعني اتصالًا سلسًا بين كل خطوة في رحلة المسافر، من تسجيل الأمتعة واستلام بطاقة الصعود، مرورًا بمختلف النقاط الأمنية، وصولًا إلى بوابة الصعود، فضلاً عن التنقل بين الصالات عند الترانزيت، ويسهم تحسين تدفق الحركة وتقليل نقاط الاحتكاك داخل المطار في خفض التوتر وسرعة معدلات الوصول إلى الرحلات في وقتها، وهنا تلعب التكنولوجيا دورًا مهمًا أيضًا، سواء عبر الإشارات الرقمية أو الخدمات الذكية للمسافرين أو التنسيق بين كافة الجهات العاملة في المطار لتفادي الازدحام. يمكن القول إن التغييرات التي تشهدها منظومة مطار الملك خالد الدولي جزء من استراتيجية وطنية أوسع لتعزيز مكانة السعودية كمركز عالمي للطيران، ويتماشى إعادة توزيع الصالات وتنظيم حركة الرحلات مع جهود تحسين خدمات النقل الجوي، بما يخدم أهداف رؤية السعودية 2030 في تنمية السياحة والاقتصاد وربط المملكة بمختلف أنحاء العالم، كما يمتد هذا التطوير أيضًا إلى شراكات استراتيجية للمطار مع مؤسسات عالمية مثل المجلس الدولي للمطارات لمنطقة آسيا والمحيط الهادي، مما يعزز فرص تبادل الخبرات والمعايير الحديثة. إن ما تقوم به شركة مطارات الرياض اليوم، من تنظيم صالات وترتيب رحلات؛ هو تحوّل جوهري وتجهيزي لمفهوم السفر نفسه، وعبر المناقلة الذكية، وتقليل أعباء السفر، وتحسين وضوح المسارات، ورفع الانسيابية، تكون الرياض قد وضعت لنفسها معايير جديدة في صناعة الطيران، معززةً مكانة مطار الملك خالد الدولي كمنصة تجربة سفر متكاملة.. دمتم بخير.