عاشت العاصمة العراقية أمس يوماً حافلاً بمشاعر الفرح والابتهاج لدخول القوات الاميركية الى عاصمتهم. وهدموا تماثيل للرئيس صدام حسين، كما نهبوا مواقع ومرافق رسمية ومباني وزارية. وغابت عن المدينة كل اشكال السلطة، اثر تقدم القوات الاميركية الى وسطها. عمت مظاهر الابتهاج والفرح مناطق شرق بغداد وشمال شرقيها مع تقدم القوات الاميركية داخلها. وروى صحافي في العاصمة العراقية قائلاً: "لم يكن هناك احد من نظام صدام حسين لمنعهم من التعبير عن فرحهم". وتكررت هذه المظاهر ايضاً مع دخول القوات الاميركية من الشمال الغربي حيث وصلت الى منطقة الكندي التي تضم مستشفى كبيراً. واختفى الجيش والشرطة اللذان أبقيا على الرئيس العراقي في السلطة لمدة 24 عاماً. وقال صحافي آخر ان السلطة انهارت في ما يبدو في العاصمة العراقية، "لم أرصد أياً من رجال الشرطة في المناطق التجارية الرئيسية ... على مدى البصر لم أر شرطة او أياً من رموز السلطة في الشوارع الرئيسية وسط المدينة". مقر الاممالمتحدة وقال مراسلون صحافيون ان حشوداً انتابتها حال من الفرح والهياج وهي تمارس عمليات سلب ونهب لمقر الاممالمتحدة في فندق "القنال" الى الشرق من وسط العاصمة في مشهد لم يكن يرد على الخاطر تحت حكم الرئيس صدام حسين. وركب البعض عربات تابعة للمنظمة الدولية وتحمل شعارها وساروا بها حاملين معهم معدات المكاتب. مقر عدي الاولمبي ورأى شاهد آخر الحشود المشاركة في عمليات السلب والنهب وهي تغير على متاجر بيع الادوات الرياضية في مبنى اللجنة الاولمبية العراقية الذي تعرض للقصف والذي يستخدمه عدي الابن الاكبر للرئيس العراقي صدام حسين مقراً لإدارة أعماله. وسادت "مدينة صدام"، وهي حي مكتظ يقطنه الشيعة شمال شرقي العاصمة الذي دخلته القوات الاميركية من دون مقاومة، عمليات نهب محلات ومنازل. يهدمون تمثال صدام وعملت مجموعة من العراقيين بالتعاون مع القوات الاميركية على هدم تمثال كبير لصدام حسين في قلب بغداد، حيث تمركزت دبابة قرب التمثال القائم في ساحة الفردوس انتظاراً لجرّه بحبل واسقاطه، بعدما ربط عراقيون الحبل حول التمثال، فيما حطم آخرون قاعدته. يذكر ان هذا آخر تمثال أُقيم لصدام حسين في بغداد. ودشن في 28 نيسان ابريل 2002 لمناسبة عيد ميلاده الخامس والستين. ويبدو صدام حسين في هذا التمثال الضخم من البرونز رافعاً إحدى يديه الى اعلى. وهو موضوع على قاعدة من الرخام ويحيط به 37 عموداً مكتوب على كل منها الأحرف الاولى لاسمه. سيارة وزير الداخلية ... ووزارة الري وحاول شبان الاستيلاء على سيارة من نوع "مرسيدس" تابعة لوزير الري وسط العاصمة. وشوهد بين 15 و20 شاباً وهم يحاولون ادارة محرك السيارة الفاخرة التي فتحوا غطاء محركها في حين جلس أحدهم خلف المقود. ولم يظهر الوزير رسول عبدالحسين سوادي. وفي خضم التقدم الاميركي نحو وسط بغداد دخل عدد آخر من العراقيين لنهب وزارتي الري والداخلية واستولو على كل ما وجدوه. ورود على "المارينز" في شارع الجمهورية وألقى بعض السكان الورود على طابور مدرعات أميركية مر على بعد ثلاثة كيلومترات الى الشرق من جسر الجمهورية على نهر دجلة، في حين شهد شارع الجمهورية القريب عمليات سلب ونهب سرقت خلالها سيارات وأطلق المشاركون فيها النار على المارة. وقال مراسل صحافي "انهم يسحبون سيارة شرطة". ورحب مئات من العراقيين بمشاة البحرية الاميركية المارينز في شوارع شرق بغداد أثناء تقدمها نحو وسط العاصمة وأخذوا يهللون ويرقصون ويلقون بالورود على الجنود. وقال مراسل صحافي ان الحشود تجمعت حول قافلة للمارينز أثناء تحركها في ضواحي المدينة على مسافة ثلاثة كيلومترات فقط شرق جسر الجمهورية وسط بغداد على نهر دجلة. واضاف المراسل "هذه مشاهد غير معتادة". وقال ان الحشود كانت تضم في معظمها شباناً ورجالاً في منتصف العمر وانهم أخذوا يهتفون في حين نفخ بعضهم في أبواق وألقى آخرون بالورود. أحذية على تمثال صدام في بغداد وقال شهود ان نحو 20 عراقياً القوا أحذيتهم على تمثال للرئيس العراقي في ميدان وسط بغداد، وانتزعوا لوحة معدنية من على قاعدة التمثال المصنوع من الرخام. وخلع رجل حذاءه لدى خروجه من إحدى الوزارات ليضرب به صورة لصدام كان سارق آخر أنزلها من على جدار أحد المكاتب. ورسم آخر قرنين اسودين على صورة اخرى لصدام. وقال أحدهم: "لو تعلمون فقط ما فعله هذا الرجل بالعراق. قتل شبابنا. قتل الملايين". وقال رجل عجوز: "لا لصدام. شكراً سيد بوش". وحمل رجال أصغر سناً المقاعد والطاولات والصناديق على ظهور شاحنات صغيرة. وخرج آخرون من مخزن يدفعون امامهم اطارات. واستولت الحشود في وقت لاحق على مخازن الاغذية التي توزع منها الحكومة الحصص على السكان ومبان تابعة لحزب البعث. وقال الميجور مايك برمنغهام من الفرقة الثالثة في مشاة البحرية الاميركية "من المؤسف ان نرى ذلك يحدث، لكننا جئنا لعمليات عسكرية وليس للقيام بعمل الشرطة... سيكون ذلك من مهمات الادارة التي ستتولى الامور".