سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"تجمع تاريخي للقاذفات" تشارك فيه ثلاثة انواع من الطائرات للمرة الأولى في وقت واحد . بغداد : مقتل 26 مدنياً في غارات جوية متتالية استهدفت القصر الرئاسي ومركز للاتصالات ومبنى وزارة الاعلام
تعرضت بغداد أمس وليلة أول من أمس لموجات من القصف المتواصل شهد اول استخدام في وقت واحد لثلاثة انواع من القاذفات الثقيلة في سلاح الجو الاميركي، وصف بأنه "تجمع تاريخي للقاذفات". وأصاب صاروخ "كروز" اميركي في الساعات المبكرة من صباح أمس مبنى وزارة الاعلام العراقية أدى الى توقف موقت في بث الارسال التلفزيوني العراقي، فيما قصف قصر رئاسي يستخدمه قصي نجل الرئيس العراقي صدام حسين. كما قصف مركز للاتصالات هو السادس الذي تدمره الغارات حتى الآن. وأدى القصف الى مقتل 26 مدنياً في بغداد، فسقط ستة في حي الامين السكني في شرق العاصمة، و20، بينهم 11 طفلاً، قتلوا في القصف الذي استهدف ليل السبت -الاحد مزرعة في الضواحي الجنوبية الشرقية للعاصمة. ذكرت مصادر طبية في بغداد ان ستة عراقيين مدنيين قتلوا وجرح العشرات غيرهم في قصف للقوات الاميركية والبريطانية استهدف العاصمة أمس. وقال مدير مستشفى الكندي كمال عسكر ان الضحايا سقطوا في حي الامين السكني في شرق بغداد، حيث دمرت ستة منازل. وأفاد شهود أمس ان 20 مدنياً عراقياً، بينهم 11 طفلاً، قتلوا في القصف الذي استهدف ليل السبت -الاحد مزرعة قرب بغداد. وقال اقارب للضحايا نجوا من هذا القصف الذي دمر ثلاثة منازل في الجنابية في ضواحي بغداد الجنوبية الشرقية، ان عشرة اشخاص آخرين اصيبوا بجروح. واوضحوا ان 11 طفلاً وسبع نساء ورجلين ينتمون الى خمس أسر قتلوا في القصف، فيما نجا شخصان أُخرجا من بين انقاض المنازل. وبحسب الشهود الذين كانوا يعرضون بقايا قذيفة فان صاروخاً انفجر في المزرعة واحدث دماراً على مساحة كبيرة. وتتكرر الحوادث من هذا النوع منذ بدء الغارات الاميركية والبريطانية على بغداد وضواحيها، غير انه بسبب اتساع المدينة فليس من المستغرب ألا ترد في تقارير السلطات العراقية. وتقصف القوات الاميركية والبريطانية الضاحية الجنوبية والجنوبية الشرقية من بغداد بشكل يكاد يكون يومياً منذ بدء الحرب، حيث يعتقد ان قوات من الحرس الجمهوري تتخذ مواقع لها. واستمر القصف بشكل متقطع خلال فترة بعد الظهر، مستهدفاً خصوصاً الضاحية الجنوبية. وبدأت موجة القصف الاخيرة ظهراً في حين لم يسجل اطلاق نار من الدفاعات الجوية العراقية. وشوهدت سيارات تمر في الشوارع في وسط العاصمة، على رغم القصف، فيما تصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان من مواقع عدة في بغداد التي احيطت بحفر ملئت بالنفط لاعاقة عمليات القصف. وجاءت هذه الموجة الجديدة اثناء عقد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري مؤتمراً صحافياً في بغداد. وكانت العاصمة تعرضت صباحاً لغارات سمعت خلالها أصوات المدفعية المضادة للطائرات بكثافة خصوصاً في وسطها والضواحي الجنوبية، ومن غربها من اتجاه مطار صدام الدولي، بينما حلقت طائرات حربية في سماء المدينة على ارتفاع منخفض جداً. وأطلقت طائرة مقاتلة كانت تحلق على علو منخفض صباح أمس صاروخين على مجمع قصر الجمهورية الرئاسي في بغداد يستخدمه قصي الابن الاصغر للرئيس العراقي، وهو الهجوم الاول الذي يستهدف المجمع الرئاسي في وضح النهار. وتصاعدت اثر القصف سحابة من الدخان الاسود الكثيف، وارتفعت غيمة كثيفة من الغبار فوق المجمع الذي تبلغ مساحته هكتارات عدة، واستهدفت مبان في داخله مراراً منذ بدء الحرب في العشرين من الشهر الماضي. وكان القصف عنيفاً اذ تناثر الزجاج في شارع بجوار القصر من الواجهات المحطمة للمتاجر. الى ذلك، أعلن الجيش الاميركي في بيان ان سلاح الجو الاميركي قصف موقعاً للاتصالات العسكرية في وسط بغداد مساء أول من أمس، إضافة الى قصف وزارة الاعلام العراقية بصاروخ من طراز "توماهوك". ووصفت القيادة الاميركية في بيانها الغارات الليلية التي نفذتها قاذفات من طراز "بي-1" و"بي-2" و"بي-52" بأنها "تجمع تاريخي للقاذفات"، اذ كانت المرة الاولى التي تستخدم فيها الانواع الثلاثة من الطائرات لقصف مكان واحد في الوقت نفسه. وأوضح ناطق باسم مقر القيادة المركزية الاميركية في قطر ان القصف "استهدف هذه المنشأة موقع الاتصالات لقطع الاتصالات العسكرية العراقية اضافة الى التقليل من قدرة النظام على سيطرته وقيادته لقواته العسكرية"، وتحول المبنى المؤلف من ستة طوابق الى كومة من الركام. وسبق ان قصف المبنى في حرب 1991 لكن اعيد بناؤه في وقت لاحق. وهذا هو مركز الاتصالات السادس الذي يدمره القصف. ويوجد في بغداد نحو 20 مركزاً للاتصالات لكن اجراء مكالمة هاتفية يكاد يكون مستحيلاً من دون اللجوء للاتصالات عبر الاقمار الاصطناعية. وأصاب الصاروخ سقف وزارة الاعلام وحطم بعض الألواح الزجاجية المتبقية وألحق أضراراً بهوائيات الاتصال عبر الاقمار الاصطناعية، وأدى الى إحداث فجوة في واجهة المبنى المكون من احد عشر طابقاً.