سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل 15 مدنياً تدمير مركزي اتصالات وحريق هائل على ضفاف دجلة واسقاط طائرة بلا طيار . بغداد تتعرض لأعنف عمليات قصف بصواريخ "كروز" وقنابل ضخمة ألقتها قاذفة "بي - 2"
تعرضت بغداد أمس وليل أول من أمس الى أعنف حملة قصف منذ بدء الحرب على العراق منذ تسعة ايام، استخدمت فيها الطائرات الحربية وصواريخ "كروز" أطلقتها السفن الحربية. وهزت الانفجارات الهائلة كل مناطق العاصمة التي ارتفعت في سمائها سحب دخان كثيف، فيما اندلع حريق هائل على ضفاف نهر دجلة. واستخدم الجيش الاميركي قاذفة من طراز "بي - 2" الشبح ألقت للمرة الاولى أمس قنبلتين زنة الواحدة 2068 كلغ على موقع رئيسي لشبكة الاتصالات العراقية وسط بغداد فدمرته. وأعلنت بغداد اسقاط طائرة من دون طيار. وبلغ عدد القتلى في بغداد في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة 15، بينهم ثمانية في قصف استهدف مقراً لحزب البعث، فيما سمع دوي الانفجارات بقوة من الفندق الرئيسي الذي يتجمع فيه الصحافيون الاجانب في بغداد، ولم يتأثر نسق الحياة نهاراً في المدينة كثيراً منذ اندلاع الحرب في العشرين من الشهر سوى انه تباطأ. قضى سكان بغداد ليلة من الرعب تعرضت خلالها مدينتهم الى اعنف قصف منذ بدء الحرب الاميركية - البريطانية على العراق، حرمهم من النوم الا في ساعات الصباح الباكر بعدما هدهم التعب او بعدما اضطروا الى تناول الحبوب المنومة. واستيقظ السكان أيضاً على دوي الانفجارات. ووصفت مراسلة "رويترز" الغارات بأنها "واحدة من اعنف الليالي قصفاً حتى الآن. يبدو ان الانفجارات تأتي من كل الاتجاهات ولكن معظمها من الغرب". وأمكن سماع اصوات نيران الاسلحة المضادة للطائرات فوق التلال فيما اصابت صواريخ منطقة تضم مباني حكومية مثل وزارات الاعلام والتخطيط والشؤون الخارجية. وتواصلت الانفجارات طوال يوم أمس، واندلع حريق هائل على ضفاف نهر دجلة وتصاعدت سحب دخان كثيف في الافق بعد عشرات الانفجارات في المشارف الشرقيةوالجنوبية للعاصمة العراقية. ودمرت عمليات القصف العنيف مركزي اتصالات في العاصمة العراقية، غير ان خطوط الهاتف لم تتأثر على ما يبدو. ودمر مركز الهاتف في العلوية في الشارع الرئيسي لحي السعدون في بغداد. وتناثر زجاج نوافذ المنازل والمحلات المجاورة في حين اقتلعت الانفجارات يافطة ضخمة كانت مثبتة على سقف عمارة محاذية. وظلت خطوط الهاتف في جنوب العاصمة، التي تتبع في العادة مركز العلوية، تعمل. وظهرت على مركز الرشيد للهاتف الذي يشرف على منطقة وسط بغداد والواقع عند مدخل اقدم شارع تجاري في المدينة يحمل الاسم نفسه، آثار القصف الليلي، وبدت ثغرة كبيرة في الطابق الارضي من المبنى. وتناثر الركام في الطريق معرقلا حركة المرور ومجبراً سائقي السيارات على العودة ادراجهم لسلوك طريق آخر. وقال مراسل "رويترز" ان صاروخاً واحداً على الاقل اصاب الطابق الارضي من المبنى. وكانت الغارات الاميركية والبريطانية دمرت الخميس مركز اتصالات المأمون قرب تقاطع المنصور المحاذي لقصر السلام المدمر الواقع وسط المجمع الرئاسي الذي كان هدفا لهجمات متكررة منذ بدء الحرب قبل تسعة ايام. ورفع افراد من قوات الامن انقاضاً من مركز العلوية للاتصالات الذي تفحم. وقال احد السكان: "انه مركز مدني للاتصالات فلماذا ضربوه؟"، مضيفاً: "يبدو ان العمل العسكري الخطير في بغداد بدأ يقترب". وأعلن مقر قيادة الحرب الاميركية في قطر في بيان قصير ان "قوات التحالف وصواريخ توماهوك دمرت مركزاً للاتصالات ومنشآت للقيادة والسيطرة في العاصمة اثناء الليل". وأضاف ان طائرة قاذفة من طراز "بي - 2 ستيلث" الشبح تستخدم صواريخ موجهة بدقة اصابت مركز اتصال رئيسياً في شبكة الاتصالات العراقية على الضفة الشرقية لنهر دجلة في غارة قبل فجر أمس. ولحقت اضرار جديدة في الليلة الماضية بقصر السلام الرئاسي الذي قصف المرة الاولى الاسبوع الماضي، فيما تردد صوت المؤذن في مسجد قريب وهو يدعو للصلاة ويكبر "الله اكبر" عبر مكبرات الصوت. وفي وقت سابق أمكن سماع اصوات الانفجارات اثناء مقابلة حية لوزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الذي قال ان بلاده لن تُرهب. وقال الصحاف، بينما كان يشاهد خلفه وميض الانفجارات في سماء بغداد، انه سيتضح للعالم ان القوات الاميركية والبريطانية "دخلت العراق بنوع من الغباء الذي يستند الى فكرة بسيطة تقوم على ان الصدمة والرعب ستجعل العراقيين يركعون". غارة جوية تقتل ثمانية الى ذلك، ذكر شهود ان ثمانية عراقيين مدنيين على الاقل قتلوا وجرح 33 آخرين في قصف جوي استهدف مكتباً لحزب البعث في حي سكني في غارة على بغداد. ودمر المكتب تدميراً كاملاً، ومنازل عدة قريبة في حي المنصور وسط العاصمة. واقتلعت قوة الانفجار اشجارا من مكانها. وكان الصحاف أعلن ان القصف على بغداد خلف منذ مساء الخميس 7 قتلى مدنيين و92 جريحاً. اسقاط طائرة من دون طيار وسقطت طائرة اميركية من دون طيار أمس على المشارف الغربية للعاصمة العراقية متسببة في اندلاع حريق في احد المنازل لكن لم تقع خسائر في الارواح. واصطحب مسؤولون عراقيون صحافيين الى موقع سقوط الطائرة التي احترقت جزئياً في حي الجهاد في بغداد على بعد كيلومترات من قصر الرضوانية الرئاسي ومطار صدام الدولي. وقال نعيم سلطان، وهو أحد سكان الحي للصحافيين: "أنظمة دفاعنا أصابت طائرة استطلاع فسقطت على منزل واشعلت فيه النيران"، وأضاف "هرع الجيران الى المنزل وأطفأوا النيران، ولم يصب أحد". وتضرر الطابق الثاني من المنزل المكون من طابقين، وأخذ السكان يرقصون ويدوسون بأقدامهم على ما بقي من الطائرة. وقال ناطق باسم مقر القيادة المركزية في قطر انه ليس بوسعه تأكيد صحة التقرير عن سقوط اي طائرات استطلاعية أمس مشيراً الى ان الطائرة من دون طيار التي شوهدت في حي الجهاد ربما تكون سقطت الخميس. وكان مسؤولون اميركيون أعلنوا انهم فقدوا طائرة الخميس فوق العراق، لكنهم احجموا عن الكشف عن مكان سقوطها. واعلن ناطق باسم حاملة الطائرات "ثيودور روزفلت" ان سفنا ومدمرات اميركية تجوب شرق البحر المتوسط اطلقت ليل الخميس - الجمعة عشرة صواريخ على مدينة بغداد وضاحيتها الشمالية. وقال ان هذه الصواريخ التي لم تحدد اهدافها، اطلقت من السفينة "يو اس اس انزيو" والمدمرتين "يو اس اس وينستون" و"ميتشر".