أكد المحامي الدنماركي ستيغ ايغلر جنسن، الذي يدافع عن عميل جهاز الاستخبارات الاسرائىلي "موساد" حسين علي عباس المتهم بالاتجار في المخدرات في الدنمارك في حديث الى "الحياة" ان موكله لم يقل له من قبل انه قام باغتيال امام بلدة جبشيت الشيخ راغب حرب وساهم في خطف الشيخ عبدالكريم عبيد "ولكنه اكد لي من قبل انه تعامل مع الموساد وقام بعمليات امنية لمصلحته. ولكن اعترافاته المجنونة هذه فاجأتني ولا اعتقد انها لمصلحته لأنه لن يكون آمناً لا في الدنمارك ولا خارجها". ومعلوم ان العميل حسين علي عباس اتى من اسرائيل الى الدنمارك سنة 1992 بجواز سفر مزور ساعده الموساد على تأمينه وتقدم بطلب لجوء وبقي في الدنمارك مع زوجته الاسرائيلية حتى الآن. وحاول حسين علي عباس اخفاء ماضيه عن الكثير من زملائه العرب في الدنمارك وكانت له نشاطات كثيرة منها ادارة نادي اسمه "النادي الدولي" يجتمع فيه الكثير من العرب، وكشفت الشرطة الدنماركية لاحقاً ان للنادي اتصالات واسعة بعالم الاجرام في الدنمارك. وحاولت "الحياة" الاتصال ببعض اعضاء النادي الذي يتخذ من ضاحية اولبرغ مركزاً له ولكنهم رفضوا التحدث خوفاً من عواقب اعترافات حسين علي عباس. واتخذ حسين عباس اسم داني عبدالله في الدنمارك واصبح يعرف به، واعتقلته الشرطة مرات عدة لاشتراكه في عمليات اجرام واسعة منها السرقة والاتجار في المخدرات والابتزاز، وحذرته مراراً انه في حال كرر اجرامه فإنها ستطلب طرده من الدنمارك. ولم يوقف نشاطاته الاجرامية حتى ألقي القبض عليه اخيراً بجرم الاتجار بالمخدرات وتهريبها. وتناقش السلطات الدنماركية الآن ابعاده الى لبنان. وعلمت "الحياة" ان عباس ارسل عشرات الرسائل الى سفير اسرائيل في الدنمارك كارمي غيلون يطلب فيها منه التدخل لدى السلطات الدنماركية من اجل عدم ابعاده الى لبنان، ويقول في احدى الرسائل انه نفذ عملية اغتيال الشيخ راغب حرب سنة 1985 في قرية جبشيت مع مجموعة صغيرة من المتعاملين لا يتجاوز عددها الاربعة اشخاص وانهم اطلقوا النار عليه من الخلف وأردوه قتيلاً. وفي رسالة اخرى يشرح حسين علي عباس للسفير الاسرائيلي انه سهل عملية اختطاف الشيخ عبدالكريم عبيد بالتعاون مع عنصر "موساد" يدعى حنانيا وهو كان صلة الوصل بين حسين عباس ومسؤول جهاز الموساد في شمال اسرائيل اوري اورين الذي يقول عباس انه هو من اشرف على تنفيذ عملية الاختطاف. ويؤكد عباس في تلك الرسائل مصداقية المعلومات ويطلب من السفير الاسرائيلي التأكد من صحة معلوماته عبر الاتصال بشخص لبناني اسمه ابراهيم الحلبي يقبع حالياً في احدى سجون الدنمارك. ويشير عباس الى ان الحلبي شارك معه في عملية اغتيال الشيخ راغب حرب واختطاف الشيخ عبدالكريم عبيد، ويضيف في الرسائل ان عملية الاختطاف خُطط لها في منطقة المطلة وأشرف عليها مسؤول الموساد اوري اورين. وعباس لا يحمل الجنسية الدنماركية بل تصريح اقامة كلاجئ، لذا ليس صعباً على لبنان المطالبة به في حال ارادت التوسع في التحقيق معه. وفي حال رفضت الدنمارك تسليمه يمكن للسلطات اللبنانية ارسال محققين الى السجن الدنماركي للاستماع الى افادته. وأكد مصدر مطلع على كل القضية وقابل عباس في سجنه في الدنمارك ان الوثائق والصور التي يمتلكها "تترك انطباعاً صادقاً عن أقواله".