تبلغ رئيس الحكومة رفيق الحريري من المدير العام لصندوق النقد الدولي هورست كوهلر ارتياح الصندوق لتصديق المجلس النيابي على الموازنة العامة للعام الحالي، واصفاً إياها بأنها خطوة مهمة ورئيسة على طريق التزام الحكومة بتعهداتها امام مؤتمر باريس -2 الذي قدّم للبنان تسهيلات مالية لمساعدته على إعادة هيكلة خدمة الدين العام وخفض العجز في الموازنة. وعلمت "الحياة" ان اتصالاً هاتفياً أُجري ليل اول من امس بين كوهلر والحريري فور وصول الأخير الى روما للقاء البابا يوحنا بولس الثاني. وتزامن الاتصال مع وجود بعثة من صندوق النقد الدولي في بيروت باشرت اجتماعاتها مع كبار المسؤولين في وزارة المال وجمعية المصارف تحضيراً لتقريرها السنوي عن الوضعين الاقتصادي والمالي في ضوء الخطوات التي تحققت منذ باريس -2- في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وعن التعاون مع لبنان لتطبيق خطوات باريس -2. وذكرت مصادر في الصندوق في روما ان دائرة الشرق الأوسط فيه، اعدت تقريراً أولياً تناولت فيه الأجواء التي سادت الجلسات النيابية التي صدقت على الموازنة صدرت في الجريدة الرسمية. وأبدت ارتياحها لسير المناقشات على رغم ما دار خلالها من سجالات وتجاذبات طبيعية بقيت تحت سقف عدم المساس بتعهدات لبنان امام باريس-2 والتي تؤكد صدقية الدولة وحرصها على الالتزام بالإطار العام للموازنة. واعتبرت ان التعديلات التي أدخلها النواب على الموازنة بقيت في حدود التعامل الإيجابي مع التسهيلات المالية التي وفرها باريس -2. ورأت ان في وسع الحكومة اتخاذ المزيد من الخطوات الضرورية لا سيما بالنسبة الى خصخصة بعض القطاعات، مشيرة الى ان المناوشات الإعلامية والسياسية الحاصلة على هذا الصعيد بدءاً من ملف الهاتف الخلوي لا يجوز ان تعوق اصرار الحكومة على السير بها خصوصاً انها اوردتها في بيانها الوزاري وأكدت عليها في باريس -2. وبالتالي فإن السجال في خصخصة الخلوي لا يجوز ان يطيح بإصرار الحكومة على إنجاز خصخصة بعض القطاعات، محذرة من اي انتكاسة في الخصخصة، تعوق الخطوات المطلوبة متمنية ان يكون السجال على هذا الموضوع سحابة صيف. لا سيما ان الخصخصة خطوة مكملة لباريس -2. وفقاً لما سمعه مسؤولو الصندوق من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وأكدت ان مسؤول دائرة الشرق الأوسط في الصندوق جورج عبد كان سمع في زيارته الأخيرة لبيروت كلاماً قاطعاً من رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري والوزراء المعنيين في الخصخصة عن عزمهم ترجمتها الى خطوات عملية، مشيرة الى انه عاد من دمشق بانطباع مماثل حيث اكد له عدد من المسؤولين السوريين دعمهم للتوجه الذي تتبعه الحكومة اللبنانية لإنجاح الخصخصة لتسهم في وقف تنامي خدمة الدين كمدخل لخفض العجز في الموازنة على مراحل. يذكر ان اتصالاً كان تم بين الحريري قبل مغادرته الى روما ونائبه عصام فارس جرى فيه التداول بالقضايا المتعلقة بموضوع الخصخصة.