بيروت - "الحياة" - اختتم رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري أمس زيارته الى واشنطن بلقاء مع كبار المسؤولين في البنك وصندوق النقد الدوليين، في حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وتركز البحث على مشاركتهما في مؤتمر "باريس -2" الذي يعقد السبت المقبل في قصر الاليزيه. واجتمع الحريري مع المدير العام لصندوق النقد ورست كوهلر ونائبه ادواردو أنينات والمدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبدالشكور شعلان ومدير قسم الشرق الأوسط في الصندوق جورج العبد. وفي مقر البنك الدولي التقى الحريري المدير العام شنغمان جانغ ونائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جان لوي سربيب. وقالت مصادر في الوفد المرافق للحريري ان "أجواء المحادثات مع ادارة صندوق النقد كانت ايجابية وممتازة، وان موقف الصندوق تطور في اتجاه تبني معظم ما تضمنته ورقة العمل اللبنانية الى باريس - 2". ولفتت الى "ان النتائج التي ستصدر عن المؤتمر ستؤكد صحة ما نقوله". وفي بيروت سجل عدد من ردود الفعل على لقاء الحريري بالرئىس الأميركي جورج بوش الذي تركز على مستوى المشاركة الأميركية في "باريس - 2". وأعلن وزير المال فؤاد السنيورة ان زيارة الحريري الى واشنطن "كانت جيدة ومفيدة من ناحية مستوى التمثيل الأميركي، وبالنسبة الى الدعم الذي يلقاه لبنان من الادارة الأميركية مع بقية المشاركين". وقال: "كل الخطوات تسير كما نتمنى". وأكد ان "لا وجود لمطالب ولا لتعهدات معينة، ولا الدولة اللبنانية على استعداد لتقديم أي تعهدات في هذا الشأن". وأضاف: "هذا المؤتمر مهم وداعم للجهود التي تبذلها الحكومة ويبذلها اللبنانيون لمعالجة العجز في الموازنة والخزينة". ورأى وزير الخارجية محمود حمود ان زيارة الحريري الى واشنطن "مهمة في توقيتها على أبواب "باريس - 2"، وفي مضمونها اذ تضمنت دعماً واضحاً لا غموض فيه للوقوف الى جانب لبنان في جهوده الرامية الى تخفيف اعباء المديونية واعادة هيكلتها بالنسبة الى الفوائد والمهل الزمنية". وأمل وزير الأشغال العامة نجيب ميقاتي ب"أن يكون "باريس -2" على مستوى طموح اللبنانيين ليكون بداية العمل بالتنمية الاقتصادية الحقيقية في البلد". وقال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد انه لم يفاجأ بمستوى التمثيل الأميركي "خصوصاً ان الادارة الأميركية لديها أولويات في منطقة الشرق الأوسط وليست مهتمة كثيراً بالملف اللبناني ولديها مطالب من اللبنانيين غير ممكن تحقيقها والاستجابة لها". ورأى ان "الوضع الدولي للادارة الأميركية دفع الحكومة اللبنانية الى البحث عن مظلة سياسية أميركية الى جانب المظلة الفرنسية لمؤتمر باريس - 2". واعتبر ان "الأميركيين بقوا على موقفهم". وعن وعد الرئيس الأميركي بدعم المؤتمر قال: "ان الادارة الأميركية لا تريد ان تفتح مشكلة مع لبنان والعالم العربي تنتج من ادارة ظهرها ل"باريس -2" لأنها تتجنب افتعال أي مشكلة خارج موضوع العراق، وهي ليست جمعية خيرية لتفتح أبواب الدعم للبنان الذي لم يستجب المطالب التي تريدها هي واسرائىل". وأمل النائب بطرس حرب ان ينجح "باريس -2" لأنه "مدخل الى الحل اذا احسنت الحكومة التصرف معه، اما اذا كان لزيادة الدين والفساد المستشري فيصبح هاجساً". ولفت الى "ان الاتفاق السوري - الاميركي اكبر بكثير من مصلحة لبنان او قسم من اللبنانيين ومن يوهم نفسه بأن اميركا يهمها كيفية محاسبة سورية فهو مخطئ، وهذا رأيي. ان الكلام الذي يقوله الاميركيون عن التعاون السوري في موضوع مواجهة "القاعدة" والتطرف الاسلامي دليل على ذلك ودعونا الا نغش انفسنا، كل واحد يفهم الامور من زاويته وله حق في عمل سياسته على هذا الاساس لكن من موقعنا ايضاً يحق لنا ان يكون لدينا رأي وان نتحمل مسؤولية قراءتنا للأحداث التي تحصل". واعتبر "ان القرار السياسي يجب ان يعود الى اللبنانيين. لأن الاستقلال يعني ان يكون لهم الحق في تقرير مصيرهم مع الأخذ في الاعتبار المصالح الاستراتيجية في المنطقة".