كشفت مصادر المحققين الباكستانيين أمس، هوية الانتحاريين اللذين نفذا محاولة الاغتيال الفاشلة ضد الرئيس برويز مشرف قبل ثلاثة أيام. وهما: كشميري يدعى محمد جميل وينتمي إلى مجموعة "جيش محمد" المحظورة، والباكستاني من منطقة كوهات التي تنتشر فيها الاصولية وحيث ألقي القبض على أكثر من مئة وخمسين عربياً سلموا إلى القوات الأميركية. وأفادت مصادر المحققين الباكستانيين ان الانتحاري الأول يسكن مع أهله في منطقة راولبندي قرب إسلام آباد حيث وقعت محاولتان لاغتيال مشرف سبقت الاولى المحاولة الاخيرة بعشرة أيام. واضافت المصادر ان المهاجمين استخدموا في المحاولتين سيارتين تحملان لوحتين تابعتين لأقليم كشمير الباكستاني. وقال أحد الشهود للمحققين إنه رأى أحد الانتحاريين قبل دقائق من تنفيذ العملية الاخيرة في سيارة بيضاء وهو يقرأ القرآن. ويذكر ان مجموعة "جيش محمد" نفذت الهجوم على البرلمان الهندي قبل عامين وهي متهمة بالعلاقة مع تنظيم "القاعدة". الى ذلك، عقد قادة الفيالق الباكستانية ال11 اجتماعاً أمنياً مهماً بحضور الرئيس الباكستاني وقادة الأجهزة، من أجل درس الوضع الأمني في البلاد، فيما استعدت قوات من الجيش لاتخاذ مواقعها في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة، تمهيداً لانتقال مشرف اليه من مدينة راولبندي، لتفادي الطرق الضيقة التي يسلكها يومياً من مقر اقامته الى مكتبه. وذكرت مصادر أمنية باكستانية أمس، أنها أحصت أكثر من 45 مجموعة إسلامية متشددة محظورة أو غير محظورة في باكستان لها علاقات مع جماعات إسلامية جهادية دولية، وهو ما يجعل تحرك الأجهزة صعباً في ظل إصرار تلك الجماعات على الثأر لعناصرها الذين سلمهم الرئيس الباكستاني إلى أميركا في اطار تعاونه في "الحرب على الإرهاب".