ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن قوات الأمن البريطانية وضعت في حال تأهب من الدرجة الثانية بعد تلقي تقرير استخباراتي عن هجوم محتمل قد يشنه تنظيم "القاعدة". وأكدت "بي بي سي" في تقرير نشر على موقعها في شبكة الأنترنت أن حال التأهب التي أعلنت بين قوات الأمن بما في ذلك الشرطة والجيش وجهاز الاستخبارات الداخلية لا تتعلق بالزيارة التي يقوم بها الرئيس جورج بوش لبريطانيا الثلثاء المقبل، موضحة أنها تأتي عقب تحذيرات من وجود خطط لتنفيذ هجمات يقوم بها أنصار تنظيم "القاعدة". وأشار التقرير إلى أن طبيعة التهديد عمومية وتتعلق بخطط محتملة لأنصار القاعدة من شمال أفريقيا. لكن وزارة الداخلية رفضت التعليق على التقرير، وقالت ناطقة باسم الوزارة إنها لا تناقش مستويات التهديد إلا في حال وجود تهديد محدد. وأضافت: "في حال وجود تهديد محدد فإن الحكومة لن تتردد في إصدار تحذير". ويتوقع أن ينظم عشرات الآلاف احتجاجات في لندن لدى وصول الرئيس الأميركي، فيما تستعد الشرطة للقيام بإحدى أكبر العمليات الأمنية في لندن. وقال جون ستيفنز رئيس شرطة المدينة إن الإجراءات الأمنية لزيارة بوش "لم يسبق لها مثيل". ولا تلقى أول زيارة رسمية كاملة يقوم بها رئيس أميركي لبريطانيا ترحيباً من جميع البريطانيين. وفيما ما زالت شرطة لندن في شد وجذب مع البيت الأبيض في شأن الاستعدادات الأمنية للزيارة ينظم عمدة لندن اليساري حفلة لناشطي السلام المعارضين لحرب العراق، وتخطط بعض الجماعات الفوضوية لإسقاط نموذج تمثال من الورق المقوى لبوش في ميدان الطرف الأغر. وأظهر استطلاع حديث للرأي أن 40 في المئة فقط من الناخبين البريطانيين يرون أن علاقة بلير الوطيدة ببوش تخدم مصالح بريطانيا. ولم يخف اليساريون من حزب العمل الذي يتزعمه بلير عدم ترحيبهم بالزيارة. وسرّب ضباط كبار في اسكوتلانديارد غضبهم للصحافة إزاء مطالب الاستخبارات الأميركية. وقالوا إن حرس بوش يريد أن يغلق جزءاً كبيراً من حي ويست إند في لندن أثناء زيارته، فضلاً عن مصاحبة 250 عميلاً مدججاً بالسلاح ومع كل منهم رخصة بالقتل وحصانة من القانون الإنكليزي. وأبدت الشرطة غضبها بسبب التخطيط لتظاهرات حاشدة يوم الخميس المقبل وهو اليوم الذي يلتقي فيه بوش وبلير في "داوننغ ستريت". ووصف بعضهم هذا اليوم بأنه "كابوس أمني". وأكثر ما يقلق الشرطة هو احتمال اندساس عميل "نائم" تابع ل"القاعدة" وسط المتظاهرين في لندن لتنفيذ هجوم انتحاري أثناء الزيارة.