وصف محللون طرح أسهم "فودافون مصر" في البورصة المصرية، في غضون أيام أمام المستثمرين، بخطوة مهمة في سبيل استمرار انتعاش التداولات، وأكدوا أن السوق في أشد الحاجة الآن إلى مثل هذا الطرح ، إذ سيساعد على جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية إلى البورصة، ما يؤدي إلى ضخ مزيد من النقد الأجنبي إلى البلاد. إلا أن آراء المحللين تباينت حول الرؤية المستقبلية للطرح الجديد وأثره على قطاعات البورصة المختلفة، إذ رأى البعض أن سهم الشركة الجديدة "فودافون مصر" سيسحب السيولة الموجودة في البورصة وأن انعكاسه سيكون سلبياً على أسهم الاتصالات الأخرى الموجودة في السوق خصوصاً في الأيام الأولى من الطرح. ورأى البعض الآخر، أن السهم سيكون أثره إيجابياً على أداء السوق ككل، إلا أنهم حذروا من المغالاة في سعره ، متوقعين ارتفاع عمليات مضاربة في الفترة الأولى من الطرح. ويقول رئيس مجلس إدارة إحدى شركات السمسرة هاني حلمي، إن الإصدار الجديد هو الأول من نوعه منذ سنوات، إذ لم تشهد البورصة طرحاً قوياً من قبل القطاع الخاص منذ طرح اسم شركة "اوراسكوم تليكوم"، مشيراً إلى أن السوق كانت في حاجة إلى ضخ بضاعة جديدة إلى السوق في ظل التعطش الموجود لمثل هذا الطرح مطالباً بضرورة طرح المزيد من هذه الشركات الذي يتطلب تفعيل برنامج التخصيص. وتوقع حلمي تزايد الإقبال على الطرح الجديد بشكل غير مسبوق وأن يكون من "الأسهم القائدة" في السوق، خصوصاً أن موازناته السابقة قوية، مشيراً إلى أنه سيجذب الأنظار في الفترة الأولى من الطرح وربما يصل سعره إلى مستويات مرتفعة جداً وبعدها تحدث حالة هدوء ويعود إلى مسيرته الطبيعية. وقال: إن الإصدار الجديد سيجذب جزءاً من سيولة السوق الموجودة فعلاً، إضافة إلى جذب مستثمرين جدد، خصوصاً من الأجانب، اعتماداً على سمعة الشركة الأم كشركة عالمية. كما انه سيجذب استثمارات وتدفقات نقدية أجنبية جديدة إلى البورصة وهذا يعد من أهم ميزات الطرح. وأشار إلى أن بقية قطاع أسهم الاتصالات ستتأثر سلباً في البداية إذ سيجذب الإصدار الجديد الانتباه من كل المتعاملين في القطاع في فترته الأولى. وحذر حلمي من المغالاة في القيمة السوقية للسهم ومن حدوث عمليات مضاربة قوية عليه، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة لن تكون محمودة، ربما تعود بالأذهان إلى ما حدث في بعض الأسهم التي سجلت ارتفاعاً صاروخياً نتيجة المغالاة في أسعارها وتقييمها الحقيقي ثم هبطت بعدها إلى مستويات متدنية. ومن جانبه قال رئيس مجلس ادارة إحدى شركات السمسرة خالد الطويل إنه يصعب تحديد تأثير الإصدار الجديد على السوق أو حتى على قطاع الاتصالات بل يصعب تحديد مدى الإقبال على السهم نفسه قبل الإعلان عن نتائج وأداء الشركة التي تفيد المستثمرين بمعلومات فيما يخص نتائجها وموازناتها وعدد الأسهم المصدرة والمطروحة داخل السوق إضافة إلى القيمة السوقية التي سيطرح بها السهم خصوصاً أنه يعد اصدارا جديدا غير معروف. ويمكن القول إن البورصة متعطشة لإصدار جديد مثل "فودافون"، مع العلم أن مركز الشركة قوي في السوق الخارجية وأن الشركة تعد من الشركات الكبرى في البلاد فضلاً عن ارتباطها بكبرى شركات الاتصالات في العالم. ويرى الطويل أن أثر الإصدار الجديد ربما يكون إيجابياً على جميع قطاعات السوق باعتباره يمثل طرحاً جديداً، منوهاً إلى أن ذلك الأثر ربما يمتد إلى مضاعفة أحجام السيولة في البورصة وزيادة الاهتمام من قبل المستثمرين وزيادة عددهم. وأضاف أنه بالنظر إلى سياسة الاجانب في التعامل داخل البورصة، فإنه يتوقع زيادة نشاطهم في السوق تصاحب ذلك أيضاً زيادة في النشاط من قبل المؤسسات والأفراد، وأشار إلى أن زيادة عدد الأسهم في قطاع الاتصالات ستزيد من حيويته وتأثيره في السوق ودرجة الإقبال عليه.