أحيت روسيا أمس، الذكرى الأولى لعملية اختطاف رهائن انتهت قبل عام وسط بحر من الدماء في أحد مسارح العاصمة الروسية، فيما تصاعد جدل حاد في موسكو بعد توجيه اتهامات الى شركات نفط روسية بتمويل نشاط المقاومة الشيشانية. وأزيح في موسكو أمس، الستار عن نصب تذكاري أقيم لإحياء ذكرى ضحايا الحادث في ساحة مقابلة للمسرح فيما وضع آلاف الروس أكاليل زهور قرب المكان. ووصف الرئيس فلاديمير بوتين عملية المسرح بأنها "خلفت جرحاً عميقاً سيظل ينزف طويلاً في قلوب الروس". وقال خلال مشاركته في قرغيزستان أمس في مراسم افتتاح أول قاعدة عسكرية روسية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في آسيا الوسطى، "ان بلاده ستواصل حرباً لا هوادة فيها على الإرهاب". وتزامنت مراسم إحياء الذكرى مع تصاعد الانتقادات ضد اداء الأجهزة الأمنية خلال العملية. واتهم كثيرون السلطات بالفشل في إدارة المفاوضات والاخفاق في تقليص عدد الضحايا بين المحتجزين. وتنظر محاكم روسية حالياً في قضايا طالبت بفتح تحقيق شامل لكشف ملابسات عملية تحرير الرهائن، خصوصاً بعدما دلت الفحوص الطبية الى ان جميع القتلى من الرهائن قضوا بتأثير الغاز السام الشديد التركيز، في حين أثبتت التحقيقات ان اثنين فقط من المحتجزين قتلوا برصاص الخاطفين. الى ذلك، تزامنت المناسبة مع اندلاع جدل ساخن في موسكو بسبب تصريحات أدلى بها وزير الداخلية بوريس غريزلوف واتهم فيها شركات نفط روسية بتمويل "النشاطات الإرهابية في الشيشان". وفجر غريزلوف قنبلة مساء أول من أمس، عندما أعلن عن توافر معلومات لدى الداخلية عن تحكم قوى الجريمة المنظمة بالقطاعات النفطية في جنوبروسيا. وألمح الى شركات كبرى مثل "لوك اويل" و"روس نفط" متورطة في شكل مباشر بتمويل نشاط الانفصاليين في الشيشان.