طالعتنا "الحياة" في 15 أيلول/ سبتمبر بمقال عن حوادث مخيمي صبرا وشاتيلا، بقلم هدى طالب سراج. ومن المحزن أن يكون هنالك ضحايا مدنيون أبرياء، وهذا ما تشهده كل الحروب. وهو مرفوض أخلاقياً وانسانياً. ولكن المؤلم أن تقوم صحيفتكم بالنسج على منوال بقية وسائل الإعلام العربية، بالكلام دائماً ودوماً عن صبرا وشاتيلا حصراً، مع تناس كامل، بل تجاهل مقصود لآلاف الشهداء اللبنانيين الذين قتلوا عمداً، جماعات أو أفراداً، في مجازر ارتكبتها الجماعات المسلحة الفلسطينية في لبنان، وذلك منذ مطلع الحرب التي كانت لهذه الجماعات اليد الطولى في اشعالها. فاسمحوا لي بالتذكير هنا ببعض القرى والمدن اللبنانية، على سبيل المثال لا الحصر، التي ارتكبت فيها الجماعات المسلحة الفلسطينية أبشع المجازر، من قتل بالرصاص، أو ذبح من الوريد الى الوريد، أو خطف واغتصاب، ما لم يسلم منه طفل أو كهل أو امرأة أو حتى رجل دين: دير جنين الكورة، القدام، شكا، دير عشاش، البلدة ودير الرهبان، العيشية، القاع، رأس بعلبك، جديدة بعلبك، جديدة الفاكهة، وخصوصاً مدينة الدامور التي أبيدت، ودمّرت، وأحرقت عن بكرة أبيها، بعد أن ارتكبت فيها الجماعات الفلسطينية أبشع جرائمها. وأنا في هذه الرسالة لن أتكلم عما ارتكبته الجماعات المسلحة الفلسطينية في لبنان، وتاريخ فظائعها فيه، بدءاً ب"فتح لاند" في الجنوب، مروراً ب"جمهورية الفاكهاني"، في العاصمة بيروت، حيث أرادوا انشاء دولتهم البديلة بالقوة، ورغم أنف اللبنانيين، وصولاً الى التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وإلحاق الأذى بكثير من اللبنانيين الأبرياء، في طول لبنان وعرضه، والاصرار على تقويض أسس الدولة اللبنانية. كل هذا، مع العلم أن لبنان هو الذي دفع، ولا يزال يدفع أكثر من أي بلد على وجه الأرض، ثمن القضية الفلسطينية. وكان جزاء اللبنانيين، على يد هذه الجماعات، ما أسلفت ذكره، غير أنني أكتب لكم، بصراحة، لأستغرب هذا التحيز الفاضح، وأستنكر التجني على الأبرياء العزل وقتلهم مرة ثانية بالنكران من جانب كاتبة المقال الوارد في جريدتكم، جريدتكم التي طالما عرفت بالرصانة والموضوعية. وأنا كمواطن لبناني أولاً، وكقارئ ثانياً، أتمنى عليكم، وأنتظر منكم الإنصاف والعدل عبر قول الحق كاملاً من دون الوقوع في فخ الخبر المجتزأ. نبيل م. الهاشم [email protected] المحرر: المقال ليس "عن حوادث" صبرا وشاتيلا بل هو في اصدارات بريدية. ولم تجرِ العادة، بعد، على تذكر الحوادث الدامية الأهلية، الوطنية والعربية، بواسطة طوابع بريد أو بواسطة كتب التأريخ. فالدولة اللبنانية لا "تحتفل" بوقائع 1958، ولا بذكرى 13 نيسان ابريل 1975. وليس بين الطوابع ما ينبه الى وقائع 1840 - 1870. وهذا لا يخص الدولة اللبنانية، وليس وقفاً عليها. فليس بين الطوابع التي أصدرتها دول عربية غير لبنان، ما يذكر بحوادث دامية وقعت في الفلسطينيين أو في بعض أهل البلد. فلم يمنع ذلك الدول هذه من إصدار طوابع تحتفل، رسمياً، ب"صبرا وشاتيلا".